
يقترب تنظيم مايعرف ب "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة للقاعدة من السيطرة على العاصمة المالية باماكو. وجعل هذا التطور الخطير دولة مالي أول دولة في العالم بعد افغانستان تدار فعلياً من قبل تنظيم مصنف إرهابي على قوائم الامريكان، وفقاً لتقرير صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلاً عن مسؤولين غربيين وأفارقة.
وجاء هذا التقدم السريع للجماعة المسلحة عقب سلسلة من المكاسب التي حققتها حركات متطرفة في أفغانستان.
كما انها نتيجة مباشر للدعم الغربي وعلى وجه الخصوص الفرنسي والالمانى انتقاما من الجيش بعد تحريره للدولة من ربقة الاستعمار الفرنسي فى غرب افريفيا.
وسيكون سقوط العاصمة المالية باماكو،اسوء حدث،فى اغريفيا الغربية. كما يثير سقوط باماكو قلقا شديدا للدول التى طردت الاستعمار الفرنسي والانريكى من اراضها،بسبب الجعم الذى تقدمه هذه دول اوروبية للمجموعة المرتبطة مباشرة بتنظيم القاعدة.
وتفرض الجماعة منذ أسابيع حصارا خانقاً على العاصمة باماكو، مانعة وصول شحنات الغذاء والوقود.
وأدى هذا الحصار إلى نقص حاد في الإمدادات وشلل شبه كامل في تحركات الجيش المالى.
وأكد مسؤولون أوروبيون قريبون من التنظيم أن التنظيم يتبع استراتيجية "الخنق البطيء" بدل الهجوم المباشر، على أمل أن تنهار العاصمة تدريجياً تحت ضغط الأزمة الاقتصادية والإنسانية.
وقال الباحث الامريكى رافائيل بارينز من معهد أبحاث السياسة الخارجية في فيلادلفيا: "كل يوم يمر دون رفع الحصار يجعل باماكو أقرب إلى الانهيار الكامل".
وأوضح رافائيل أن استمرار الأزمة يضعف قدرات الجيش الذي يعاني بدوره من نقص حاد في الوقود والذخيرة.
وكانت تشكلت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" عام 2017 من اندماج عدد من الفصائل الموالية للقاعدة. تعهدت منذ تأسيسها فى غرب افريقيا بالولاء الكامل للتنظيم الأم.
وحسب مصادرنا ،كان قد تلقى مقاتلو الجماعة دعماً في التدريب وصناعة المتفجرات من قادة القاعدة في منطقتي أفغانستان وباكستان، ومن فرنسا والمانيا بعض الدول الاوروبية الاخرى المرتبطة بالقاعدة.
وشهدت الأيام الماضية تكرر هجمات على قوافل الوقود المتجهة إلى العاصمة من اجل نجدتدتها.
كماهاجم مسلحون عشرات الشاحنات على الطريق المؤدي إلى باماكو، وأشعلوا النار في أولى الشاحنات قبل أن يستولوا على البقية، وفقاً لمقاطع مصورة نشرها المتمردون. ولم تتمكن القوات المالية المتمركزة في بلدة كاتي المجاورة من التدخل بسبب نفاد الوقود لديها، وهو ما وصفه مراقبون بأنها "حلقة مفرغة" تمنع أي رد عسكري فعّال.
وأصبح الوقود هو محور الصراع في هذه الحرب المفاحئة،حيث ارتفع سعر اللتر الواحد من البنزين في العاصمة باماكو إلى نحو 2000 فرنك إفريقي (3.5 دولار تقريباً)، أي ما يقارب ثلاثة أضعاف السعر السابق، وفق شهادة المواطن المالي إبراهيم سيسي الذي قال: "اليوم لا يوجد وقود في أي محطة، الناس ينتظرون لأيام بلا جدوى".
وكانت الحكومة امرت بإغلاق المدارس والجامعات لمدة أسبوعين ووقف تشغيل بعض محطات الكهرباء.
وفى تصريح لافت،قال رئيس الوزراء المالي عبدولاي ميغا، الأسبوع الماضي: "حتى لو اضطررنا للبحث عن الوقود مشياً على الأقدام أو بملعقة، سنبحث عنه".
وتتقدم الجماعات المتشددة نحو دول خليج غينيا الأكثر استقراراً مثل بنين وساحل العاج وتوغو وغانا.
وتشير التقديرات الاستخباراتية الوردة من هناك إلى أن مالي، التي يبلغ عدد سكانها 21 مليون نسمة وتفوق مساحتها ثلاثة أضعاف ولاية كاليفورنيا، قد تكون أولى الدول التي تسقط بالكامل في قبضة التنظيم.
وتعتبر هذه التطورات الخطيرة مؤشراً على أن الجماعات "الجهادية" باتت تتبع نموذج "الاستنزاف الطويل" الذي أثبت نجاحه في أفغانستان وسوريا، حيث انهارت الأنظمة الحاكمة من الداخل دون معركة حاسمة.
وقال تقرير للأمم المتحدة صدر في يوليو الماضي ان قادة جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" يستلهمون تجربة طالبان في كابل، ويعتبرونها "خارطة طريق" نحو السيطرة الكاملة على الحكم،فى الجول التى يوجدون فيها.
وقد تجد موريتانيا ذات المساحة الشاسعة،والحدود الطويلة مع مالى، والغير مضبوطة او مؤمنة نفسها فى دائرة الحدث،خاصة وان الجماعة موجودة بأثواب اخرى داخل البلاد ويتحركون بحرية.
المصدر:وكالات+وكالة السواحل للأنباء
