رأي ناقد: زيارات رئيس الجمهورية إلى الداخل... حولها الحزب الحاكم والمطبلون الى موسم للنفاق والتزلف/محمدالامين لحبيب

أحد, 02/11/2025 - 11:55

تحوّلت زيارات رئيس الجمهورية إلى الداخل، والتي يفترض أن تكون مناسبة لتلمّس هموم المواطنين وتقييم السياسات ميدانيًا، إلى مواسم للتزلف والاستعراض الذي يغطى الكارثة، يتسابق فيها المسؤولون المحليون والمتزلفون على رصف الشعارات الكاذبة وطلاء الواقع الكارثي بلون وردي مزيّف،يفرغ الزيارة من محتواها ويجعلها ليست اكثر من تبذير رسمى ممنهج،ومدروس من اجل النقاهة وتبذير ما بفي بعد المفسدين من مقدرات الشعب.
وفى هذا النوع من اللعب اصبح البعد الحقيقي للزيارات مفقود،وذلك لانه
في الأصل، يُفترض فى زيارة رئيس دولة منتخب وليس قادما على ظهر دبابة الاتى أن:
1-ينزل الرئيس إلى الميدان ليستمع إلى المواطن لا إلى التقارير الجاهزة.
2- يُشاهد الواقع بعينيه لا عبر طوابير مصطنعة من "الوجهاء".
3- يطرح حلولًا عملية بدلًا من الاكتفاء بالخطابات العامة.
لكن ومع كامل الاسف الواقع اليوم هو أن الزيارة تمت تهيّئتها مسبقا من قبل الإدارات الجهوية،والجزب الحاكم وتتم تفريغ  الويارة من محتواها الحقيقي عبر "بروتوكول التجميل".
واصبحت الزيارة مناسبة للنفاق في أبهى صوره،حيث ان في كل زيارة يتم الاتى:
1- ترفع لافتات التمجيد والتصفيق للرئيس.
2- تمنع الأصوات المحتجة من لقاء الرئيس ومخاطبته واطلاعه على الواقع النعيشي والامنى والادارى الحقيقي والمزرى.
3- يستبعد المواطن البسيط الذي يعاني العطش والجوع والبطالة من اللقاءات،وبهذا تكون زيارة رئيس الجمهورية لا معنى لها وتنقلب الى مناسبة غير قانونية ولاشرعية لان ما يصرف فيها هو مال هؤلاء ولم يجدوه لها نتيجة.
4- تقدم عروض منمقة لا علاقة لها بحياة الناس الحقيقية.
وهكذا تصبح الزيارة مجرد عرض فولكلوري سياسي، لا يغيّر شيئا ولم يرد اصلا لتغيير شيئ في واقع المواطنين.
لانها تم تفريغها من مضمونها بدل أن تكون أداة للمساءلة والتقييم، تحولت الزيارات إلى:
اولا :الى مهرجانات تبذير للمال العام.
ثانيا:الى مناسبة للتزلف من قبل المسؤولين المحليين الذين لا يجرؤون على مصارحة الرئيس.
ثالثا: الى فرصة لإسكات المطالبات الملحة بمجرد مرور الموكب الرئاسي.
وببساطة حين تفقد الزيارات الرئاسية معناها، وتتحول إلى مسرحيات دعائية، فإنها لا تصلح، بل تكرّس الانفصال بين الحاكم والمواطن. 
وذلك إذا لم تتحوّل هذه الزيارات إلى محاسبة ومكاشفة حقيقية، فإن المواطن لن يرى فيها سوى موسم نفاق عابر… يزول بانقضاء الموكب، وتعود المعاناة إلى سابق عهدها.