
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست أن نشر نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي "القبة الذهبية" (Golden Dome) قد يستغرق من 10 إلى 20 عاما، بتكلفة تتراوح بين تريليون وأربعة تريليونات دولار.
وأشارت الصحيفة في تحليل موسع مخصص لخطط إنشاء "القبة الذهبية" إلى أن تنفيذ هذا البرنامج "سيغير بشكل جذري العقيدة العسكرية" للولايات المتحدة، التي تحاول فعليا التخلي عن مفهوم "التدمير المتبادل المؤكد" والسعي إلى امتلاك القدرة على تحييد أي هجوم نووي محتمل، "كما سيؤدي إلى مزيد من عسكرة الفضاء".
ومع ذلك، حتى في هذه الحالة، قد لا يقترب النظام من تحقيق "الحماية الشاملة" التي وعد بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حسب ما جاء في المقال.
وقال عضو مجلس النواب الأمريكي سيث مولتون (ديمقراطي من ولاية ماساتشوستس) وعضو لجنة القوات المسلحة في المجلس: "قد تكون القبة الذهبية أخطر فكرة طرحها ترامب على الإطلاق، وهذا يعني الكثير".
وبالاستناد إلى توقعات المحللين المتخصصين في شؤون الدفاع والميزانيات، ذكرت الصحيفة أن إنشاء النظام "سيستغرق على الأرجح عقدا من الزمن على الأقل" وسيكلف "تريليون دولار أو أكثر". ووفقًا لحسابات الباحث في معهد المشاريع الأمريكية في واشنطن، تود هاريسون، فإن تنفيذ الخطة سيكلف "3.6 تريليون دولار خلال 20 عاما". ويشير مكتب الميزانية في الكونغرس إلى أن مجرد نشر الاعتراضات في الفضاء سيكلف الولايات المتحدة 542 مليار دولار خلال 20 عاما.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن خطط نشر نظام "القبة الذهبية" قد تشكل دافعا لـ"سباق تسلح في المدار يمكن أن يستمر لجيل أو أكثر".
وكان ترامب قد أعلن في 20 مايو الماضي أن الولايات المتحدة حددت شكل البنية المعمارية لنظام "القبة الذهبية"، والذي سيتضمن إطلاق صواريخ اعتراض إلى الفضاء، مؤكدا أن بناء النظام سيستغرق نحو ثلاث سنوات وسيكلف حوالي 175 مليار دولار. كما أكد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث أن النظام سيصمم لاعتراض الأسلحة النووية أيضا.
موقف روسيا والصين من "القبة الذهبية"
أكد البيان المشترك الصادر في 8 مايو عقب محادثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ أن برنامج "القبة الذهبية" الأمريكي يحمل "طابعا مزعزعا للاستقرار بشكل عميق".
وأوضح البيان أن المشروع الأمريكي يهدف إلى إنشاء نظام دفاع صاروخي عالمي غير مقيد، متعدد الطبقات والمجالات، لحماية الولايات المتحدة من أي تهديدات صاروخية، بما في ذلك من "خصوم مكافئين لها في القوة". ويعني ذلك عمليًا التخلي الكامل والنهائي عن مبدأ الترابط الوثيق بين الأسلحة الهجومية الاستراتيجية والدفاعية الاستراتيجية، وهو أحد المبادئ الأساسية للحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي العالمي، كما جاء في الوثيقة.
وأضاف الجانبان أن المشروع يعطي دفعة إضافية لتطوير الوسائل الحركية وغير الحركية لتدمير الصواريخ قبل إطلاقها والبنى التحتية الداعمة لها.
وتزداد خطورة الوضع، بحسب موسكو وبكين، بأن البرنامج يتضمن تعزيزا كبيرا لترسانة الأسلحة المستخدمة في العمليات القتالية في الفضاء، بما في ذلك تطوير ونشر أنظمة اعتراض في المدار، مما يجعل الفضاء ساحة لنشر الأسلحة وميدانا للمواجهة العسكرية.
المصدر: تاس
