
في خضم حملته الانتخابية لعمدة نيويورك، دافع زهران ممداني عن روايته حول تجربة قريبته مع الإسلاموفوبيا بعد 11 سبتمبر، وسط اتهامات بالتفخيم وجدل سياسي واسع.
وأثار المرشح لمنصب عمدة نيويورك، زهران ممداني، جدلاً واسعًا بعد انتشار مقطع مصور له يروي فيه أن عمته توقفت عن ركوب مترو الأنفاق في نيويورك بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 بسبب شعورها بعدم الأمان وهي ترتدي الحجاب، في سياق حديثه عن تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا.
وفي مواجهة موجة من الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، قدم ممداني توضيحًا دقيقًا، مؤكدًا أن القصة تتعلق بـ"زهرة فوهى"، وهي ابنة عم والده – وليس عمته من الناحية البيولوجية. وأوضح أن كلمة "فوهى" (fuhi) تُستخدم في اللغتين الهندية والأردية للإشارة إلى "العمة من جهة الأب"، حتى لو لم تكن شقيقة والده بالدم.
وأشار ممداني إلى أن قريبته المتوفاة قبل سنوات كانت تعيش في نيويورك وقت وقوع الهجمات، وأن تجربتها الشخصية مع التمييز بعد 11 سبتمبر كانت واقعًا ملموسًا بالنسبة لعائلته، معتبرًا أن القصة تعبّر عن معاناة حقيقية عاشها كثير من المسلمين الأمريكيين في تلك الفترة.
غير أن منتقديه، بمن فيهم نشطاء محافظون، شككوا في صحة الرواية، مستندين إلى أن عمته الوحيدة من الناحية البيولوجية، الدكتورة مسومة ممداني، كانت تعمل وتعيش في تنزانيا بين عامَي 2000 و2003، وفقًا لصفحتها الرسمية على "لينكدإن"، ولا تظهر الصور المتاحة لها وهي ترتدي الحجاب.
وتصاعد الجدل إلى مستويات سياسية أعلى، إذ علّق نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس ساخرًا على منصة "إكس" قائلًا: "وفقًا لزهران، فإن الضحية الحقيقية لهجمات 11 سبتمبر كانت عمته التي تلقت بعض النظرات السيئة (على ما يزعم)".
في المقابل، واصل ممداني الدفاع عن موقفه، مؤكّدًا أن الانتقادات الموجّهة له – لا سيما تلك المتعلقة بمواقفه السابقة المناهضة لإسرائيل أثناء دراسته الجامعية – تنبع من "تحيّز معادٍ للإسلام"، وليس من خلفية سياسية بحتة.
وكتب ممداني في منشور حديث على "إكس":
"حلم كل مسلم هو أن يُعامل مثل أي نيويوركي آخر. ومع ذلك، طُلب منا طويلاً أن نرضى بأقل من ذلك، وأن نتعايش مع الكراهية والتعصب في الظل. هذا لن يستمر بعد الآن".
ويأتي هذا الجدل في وقت يسعى فيه ممداني، وهو محامٍ وناشط حقوقي من أصول بنغالية، إلى ترسيخ صورته كمرشح قادر على تمثيل التنوّع الديني والعرقي لمدينة نيويورك، في مواجهة انتقادات تصف خطابه أحيانًا بأنه "مبالغ" أو "استقطابي".
المصدر: "نيويورك بوست"
