
أصدر الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني،اليوم الخميس، 18 سبتمبر 2025، مرسومًا رئاسيًا يقضي بتعديل جزئي في الحكومة شمل 11 حقيبة وزارية، في واحد من أوسع التعديلات الجزئية،خلال الفترة الأخيرة. ويعكس هذا التعديل – وفق متابعين – توجهًا نحو ضخ دماء جديدة في الجهاز التنفيذي، وإعادة توزيع الثقة على وجوه سياسية وإدارية لها تجارب متباينة.
ملامح التعديل
• التوازن السياسي والجهوي: ضم التشكيل أسماء من خلفيات جهوية وسياسية متعددة، في إشارة إلى سعي الحكومة لترسيخ التوازن داخل المشهد التنفيذي.
• استدعاء الكفاءات: بعض الوزراء الجدد يتمتعون بخبرة إدارية وحضور بارز في ملفات اقتصادية واجتماعية، ما يوحي بوجود إرادة لتسريع وتيرة الأداء الحكومي.
• تركيز على القطاعات الاقتصادية والاجتماعية:
• الحقائب الاقتصادية (الشؤون الاقتصادية، المالية، الزراعة، التنمية الحيوانية) شهدت تغييرات مهمة، بما يعكس أولوية معالجة الملف المعيشي والبحث عن حلول لأزمة الغلاء والبطالة.
• قطاع الصحة والوظيفة العمومية حظيا كذلك باهتمام خاص، في ظل الحاجة إلى إصلاحات هيكلية عميقة.
• حضور نسائي لافت: دخول سيدتين (مريم بيجل، الناه حمدي مكناس) يعزز حضور المرأة في مواقع القرار، بما ينسجم مع خطاب تعزيز المشاركة النسائية في الحياة العامة.
• إعادة هيكلة قطاعية: استحداث أو إعادة تسمية بعض الحقائب (مثل الصيد والبنى التحتية البحرية والمينائية، والعقارات وأملاك الدولة) يعكس توجهًا إداريًا يستهدف تحسين ضبط الموارد وتعزيز الشفافية في تسييرها.
قراءة سياسية
جاء هذا التعديل باقتراح من الوزير الأول المختار ولد أجاي، ما يؤشر على انسجام مؤسسي بين الرئاسة والحكومة في رسم ملامح المرحلة المقبلة.
ويرى مراقبون أن إدخال وزراء جدد على حقائب حساسة يشير إلى استعداد مبكر للاستحقاقات السياسية القادمة، وتعزيز الثقة الشعبية في الأداء الحكومي.
ويُتوقع أن يواجه الوزراء الجدد اختبارات عاجلة في ملفات كبرى، من أبرزها:
• مواجهة غلاء المعيشة وتحسين القدرة الشرائية للمواطنين.
• إصلاح شامل للوظيفة العمومية وضمان عدالة التوظيف.
• تطوير البنى التحتية لجذب الاستثمارات وتعزيز النمو الاقتصادي.
تحديات المرحلة المقبلة
التعديل الجزئي لا يقتصر على إعادة توزيع الحقائب، بل يحمل رسائل سياسية واضحة عن جدية الإصلاح، واستعداد النظام للتجاوب مع مطالب الداخل وضغوط المرحلة. فالأداء الوزاري سيكون تحت مجهر الرأي العام والقوى السياسية، في وقت تزداد فيه تطلعات الشارع الموريتاني إلى حلول ملموسة للتحديات الاقتصادية والاجتماعية.
وعليه، فإن نجاح هذا التعديل سيعتمد على قدرة الوزراء الجدد على ترجمة الخطاب الإصلاحي إلى نتائج عملية ملموسة، تُعيد الثقة بين المواطن والدولة.
وبذلك، يشكل التغيير اختبارًا حقيقيًا لقدرة الحكومة على تحويل القرارات إلى نتائج عملية، تسهم في تعزيز الاستقرار السياسي وفتح آفاق تنموية أوسع، خصوصًا في ظل الأوضاع الإقليمية المتوترة، وتنامي الحاجة إلى سياسات أكثر فاعلية في إدارة الموارد وتوزيعها بعدالة.
بقلم: تماد إسلم أيديه