
نواكشوط(وكالة السواحل للأنباء):كلما تصاعدت بشاعة الحرب الصهيونية على غزة المجاهدة تخفت ردود الفعل الخطابية على مستوي النظام الرسمي العربي والإسلامي فيلوذ بعضهم بالمواعظ وينحو آخر منحى توسل ومناجاة تنضح بؤسا ويأسا وثالث يجتر مصطلحات القانون الدولى فيذكر بقوانين الحروب وحقوق الإنسان كي لا يبدو أمام شعبه كمن لا يبالي بمحنة قوم يجمعه بهم دين ولغة وواجب حمية ونصرة ومن جهة ثانية لا يتجاوز ما تسمح به إسرائيل فلا يكون جزءا من جهد سياسي أو دبلوماسي أو قانوني قد يضر بمجهودها الحربي ومشروعها لتصفية حماس وغزة أولا ثم مشروع الدولة الفلسطينية برمته.
وكلما تصاعدت البشاعة الصهيونية يتراجع تفاعل الشارع العربي والإسلامي فتقل المظاهرات في عددها وحجمها ثم تخبو ثم في الكثير من البلدان تنتهي فلا يعود لها ذكر بين الناس.......فما علاقة هذا بذاك ؟ ولماذا في المقابل تتصاعد يقظة الشعوب غير العربية وغير المسلمة فتخرج بالملايين لا تكل ولا تلين وتزداد الحشود في الحجم والجغرافيا وتعم ولا تتوقف إلا لتعود ثم تفور أكثر وأكثر كلما تصاعدت معدلات القتل والدمار لا يسلم منها ركن ولا ينآى عنها أحد ولا يحول بين أحد وبينها دين ولا ثقافة ولا لغة فالجريمة تستفز كل ضمير فتنشط منظمات المجتمع المدنى وترفع القضية أمام المحافل الدولية فتصبح مأساة فلسطين شأنا عالميا أكثر بكثير مما هي شأن عربي وإسلامى ويزداد الموقف الرسمي صلابة في هذه الدول وتزداد حيوية وإصرارا على وقف العدوان ومحاسبة المعتدين ؟
أهم ما يميز بلدان الغرب ودول أمريكا أن بها رأيا عاما يختار بحرية ويحاسب بحرية ويراقب سير مؤسساته بحرية تخافه الحكومات ولا تأمن مكره يوم الحساب....
أما في بلاد العرب والمسلمين فالحكام حكام بأمر أمريكا بعضهم ورث الحكم فاحتمى بها وبعضهم جاءت به فتحميه وترسم للجميع خريطة الفعل المقبول منهم وحدود الممكن والمباح وما لا يجوز فعله وما لا يسمح بقوله وويل لمن يحيد عن الطريق سواء من هو متخم بالثراء أو من هو فقير أو متوسط الدخل.
ففي الدول الغنية تتوارث أسر ملك الأرض والثروة والإنسان فتغدق بالعطايا والمزايا والهبات فلا يرى المواطن غير الذي يرى الملك أو الأمير أو السلطان ومن تسول له نفسه أن يحيد سيناله بأس شديد لا تنفع معه قوانين ولا شرائع أرض ولا سماء فأمريكا لا تقبل للعقد أن ينفرط رضي بذلك من رضي و ساء ذلك من ساء......
أما الدول الفقيرة أو ذات الدخل المتوسط فقد ابتدع لها الغرب ديمقراطية عرجاء في ظاهرها تشرك الناس في اختيار الحاكم ومراقبة فعله وتتبع سير المؤسسات وفي باطنها نظام يعطي للمواطن حرية التعبير ويحرمه حق الاختيار الحر فأي خيار يقوم به غير الذي يرسم له يكون عليه ويلا وثبورا فتصبح حياته مرهونة بولائه للحاكم لا يحيد عن رأيه ولا يميد عن موقفه ......هكذا تكالب الثراء والفقر على الإنسان العربي و المسلم فخار أمام جبروت أمريكا وربائبها فلا يتحرك إلا حين تكون للسلطان أو الحاكم في ذلك رغبة ولا يحرك ساكنا إلا بأمر منه أو رضى فكان التناغم واضحا بين الموقفين الرسمي والشعبي خفتت لغة الاستنكار الرسمي رغم تصاعد وتيرة العدوان فلزم المواطن بيته كأن مذابح غزة لا تعنيه.......
سيستمر العدوان بعض الوقت وتستمر المآسي والأحزان ولكن مهما قتلوا ودمروا وجرفوا سيبقي السابع من أكتوبر نقطة البداية لنهاية هذا الكيان المسخ وستندلع ثورات تعصف بأنظمة الحكم القائمة في المنطقة فالثورات الحقيقية لا تأتي إلا فجأة وحين تأتى لا ترتد....وقد بدأ نجم أمريكا في الأفول فويل لمن يصر على التمسك بالسراب
تدوينة للماجد حم ولد يب