موريتانيا وديمقراطية الدولة العميقة( الحزب الحاكم نموذجا): بقلم محمد الامين لحبيب
أحد, 03/07/2022 - 09:56
لست من الحزب"الحاكم" ولا انا من" المعارضة" الى حد هذه اللحظات, لكن هناك ممارسات سياسية منعت ترقية الديمقراطية وروح التناوب السلمى على قيادات الاحزاب السياسية وولوج الشباب اليها , مما جعل هذه الاخيرة ترتبط بالأشخاص او بالكرسي الرئاسي . فمثلا اغلب الاحزاب يطلق عليها اسماء قادتها وليس اسم الحزب, كما يتحكم فيها اشخاص تحكمهم فى متاع بيوتهم او حساباتهم المصرفية. وكان الضحية فى هذه الممارسة اثنين: 1- الديمقراطية وروح الفريق الواحد الذي يمتلك برنامجا يدافع عنه وينشره بين الشعب للحصول على منتسبين, مما يمكن هذا الحزب اوذاك من الولوج الى مواقع صنع القرار (البلديات والبرلمان والسلطة التنفيذية). 2- الضحية الثانية هو الشباب ,
ويعرف ان الشباب هو الطاقة الحية , والماكينة التى تسير بها الاحزاب وتتقدم وهو اللبنة التى ان ثبتت بعناية غرست وبقيت ردحا طويلا من الزمن تقاوم الجديدين.
ولكن مع الاسف لا نحن استطعنا مجاراة العالم والاستفادة من تجاربه وسرنا على نهج سياسي نظر له من وراء الحدود, ولم نكن مهيئين لذلك بالمرة,
لكننا تقافزنا على تشكيل الاحزاب كالذباب على القصعة , فكانت النتيجة ان اصبح لكل اسرة حزبا وللقصر الرئاسي حزبا.
ولكي اقتصر الطريق على المتلقى ادخل فى المهم.
1- الاحزاب العقائدية: أ- بعد اعلان دستور 1991 ارتبك القوميون بشقيهم ( البعثيون والناصريون) , فاغلب قياداتهم ارتأت ان الاصطفاف تحت شعار حزبي فى ظل النظام الليبرالى المهيمن من شأنه ان يدمرهذه الاحزاب ويكشفها امام دوائر استخبارات النظام التى طالما طاردتها وحاولت تفكيكها.
فى حين رات قياداتهم اخرى ان هذه فرصة لحجز مكان لهم فى المشهد الجديد والدخول بقوة من اجل الوصول الى تقصير الطريق وتوجيه الخطاب مباشرة للشعب عبر التجمعات والاندية وغيرها.
لكن كانت هذه فرصة للدولة العميقة لمعرفة قوة وحجم هذه الاحزاب وضربها من مقاتلها, وكان لها ذلك بالفعل.
با- اما الماركسيون بشقيهم (الحركة الوطنية الديمقراطية والتحالف الوطنى الديمقراطى), كانا هناك شهودا على ماذا تريد الدولة العميقة فوزعوا الادوار الضامنة للبقاء وتخفيف ضرر هذه الاخيرة ونجحوا فى ذلك.
ونذكر ان تنظيم الاحزاب العقائدية هو رديف للتنظيم العسكرى,( عقيدة – عمل – خضوع), وتعتبر الديمقراطية الليبرالية سما زعافا بالنسبة لها.
ولم يستفد من لعبة الليبرالية هذه الا الاحزاب الرجعية, لانها ترتبط فى خطابها على الجهة والقبيلة والفئة وتتخذ من الدين غطاء لدغدقة مشاعر العامة , ومن الامكانيات المادية مطية لاستعباد الطبقة المثقفة والطلاب قافزة على فقرهم , وحاجتهم الى وسيلة للعيش(قد نعود بالتفصيل لهذا الموضوع).
اما الدولة العميقة فكانت قد حسمت امرها, فافرغت الجيش من عقيدته العسكرية الوطنية, وسخرت مقدرات الشعب لمأربها وصارت تتحكم فى المشهد من خلال سياسة الترغيب والتهديد. وكلنا يعرف كيف يدار حزب الكرسي او سموه كما شئتم الحزب الحاكم , مناديب ومجالس كجميع الاحزاب لكن كل هؤلاء لا دور لهم ولا يسألون عن شيئ, فقيادتهم تعين, فى مبانى الداخلية بامر من الرئيس ويحشرون من كل فج عميق من اجل ان يكونوا شهودا واعلان الطاعة العمياء, ويعلو التصفيق والزغايد وتمجيد الحاكم , والتنافس على الظهور في الصفوف الامامية.
وهكذا تطوى المسرحية الفجة
محمد الامين لحبيب