122 وفاة بسبب الجوع بينهم 83 طفلاً في رقبة كل حكام العرب/بقلم:فاطمة البوجدايني

جمعة, 25/07/2025 - 16:38

في غزة الجريحة، حيث الموت أصبح هو الخبز اليومي لأهلها، سقط حتى اللحظة 122 شهيداً بسبب الجوع، من بينهم 83 طفلاً لم يعرفوا من الحياة سوى أنين الألم وصرخة الجوع التي لا تجد آذاناً صاغية ولا قلوباً رحيمة. مأساة تتجاوز كل حدود الإنسانية، لتتحول إلى وصمة عار في جبين الأنظمة العربية قبل غيرها.
كيف وصلنا إلى هذا المشهد الكارثي؟ كيف تركت الأنظمة العربية الخانعة المتخاذلة أطفال  غزة يموت جوعاً؟ أين الشعارات الرنانة عن الأخوة والتضامن العربي؟ أين الجيوش الجرارة التي تدّعي حماية الكرامة العربية؟ أم أن غزة لا تستحق سوى الخطب الفارغة والبيانات المملة؟
إن الموت جوعاً في القرن الواحد والعشرين جريمة حرب وجريمة خيانة لكل القيم الدينية والأخلاقية. أطفال غزة لم يموتوا لأن الاحتلال وحده قرر حصارهم، بل ماتوا لأن أنظمة عربية خانعة صمتت، بل وتواطأت مع العدو. فالحصار لم يكن ليطول لو فُتحت معابر، أو فُعلت اتفاقيات، أو حتى هبّ الجماهير  العربية لتكسر جدران الذل.
هذه الأرواح الطاهرة هي في رقبة كل حاكم عربي جبان، فرّط في واجبه الوطني والقومي والديني  وخذل فلسطين، وسمح بأن تتحول غزة إلى مقبرة جماعية بسبب الجوع والمرض والقصف .
يا حكام العرب:
تذكروا أن التاريخ لا يرحم، وأن دماء الأطفال ستطاردكم، وأن لعنة الأمهات الثكالى ستبقى في أعناقكم إلى يوم الدين.
أما الشعب العربي ، فلتعلم أن الصمت على الجريمة جريمة أخرى، وأن من يرضى بالذل لا يلومنّ إلا نفسه حين يحل به الدور لان ما يحدث في غزة لا يستهدف غزة الجريحة ،بل يستهدف الأمة العربية بأكملها .
غزة اليوم ليست قضية فلسطين وحدها، بل قضية شرف الأمة العربية  كلها.
فهل بقي في العروق دم؟ أم أننا انتقلنا من زمن النكبة إلى زمن العار الكامل؟
غزة_تموت_جوعا