الرياض (رويترز) - تجمع قادة عالميون وشخصيات كبرى من وول ستريت في منتدى استثماري سنوي بالرياض يوم الثلاثاء مع التركيز على أوجه التفاوت العالمية في الثروات وسياسات البنوك المركزية والتكنولوجيا.
وفي العام الماضي، تجنب كثير من كبار المسؤولين التنفيذيين الغربيين، وبخاصة من القطاع المالي، حضور مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في ظل تداعيات مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وقال ياسر الرميان محافظ صندوق الاستثمار السيادي صندوق الاستثمارات العامة السعودي في تصريحات لدى الافتتاح ”لدينا اليوم أكثر من ستة آلاف من المسؤولين التنفيذيين والمشاركين حاضرون.. هذا أكثر من ضعف مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار الأول“.
وتم إطلاق المنتدى في 2017 لاستعراض مستقبل السعودية بعيدا عن الاعتماد على النفط.
ومنذ ذلك الحين، تراجع الزخم حوله في ظل تداعيات مقتل خاشقجي العام الماضي والتأجيل المتكرر لطرح عملاق النفط أرامكو السعودية الذي طال انتظاره.
وقالت مصادر لرويترز يوم الثلاثاء إن أرامكو تعتزم بدء الطرح العام الأولي في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني بعد إرجاء الصفقة هذا الشهر لإعطاء المستشارين الوقت لتأمين مستثمرين رئيسيين.
وانضم الرميان لجلسة ناقشت تحديات تواجه الاقتصاد العالمي منها التكنولوجيا المثيرة للاضطرابات والفجوات في الثروات والافتقار إلى أدوات فعالة لدى البنوك المركزية في ظل نمو اقتصادي متباطئ. وضمت الجلسة الرئيس التنفيذي لمجموعة إتش.إس.بي.سي نويل كوين والرئيس التنفيذي لمجموعة بلاكستون ستيفن شوارتزمان ورئيس العمليات بمجموعة جولدمان ساكس جون والدرون.
وسيضم التجمع، الذي يستمر من 29 إلى 31 أكتوبر تشرين الأول، أيضا الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي ووزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين ومستشار البيت الأبيض الكبير جاريد كوشنر.
وكانت الغالبية في نسخة العام الماضي لقادة من دول آسيوية وعربية.
ويقول مودي إنه يتوقع أن تستثمر الرياض في مشروعات المصب بقطاع النفط والغاز في الهند في إطار شراكة استراتيجية. ومن المتوقع أن يلتقي بالعاهل السعودي الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان يوم الثلاثاء.
ولم يكن الرئيس التنفيذي لأرامكو أمين الناصر حاضرا بالمؤتمر يوم الثلاثاء إذ يعقد اجتماعات مع مستثمرين في الخارج قبيل الطرح.
ولا يزال الطرح الأولي العام لأرامكو، الذي يسعى الحاكم الفعلي للمملكة الأمير محمد أن يصل بتقييم الشركة إلى تريليوني دولار، أكبر إغراء للمستثمرين. وهو ركيزة مسعاه الطموح لتنويع الاقتصاد.
وفي يناير كانون الثاني، قالت السعودية إنها أنهت حملة على الفساد استمرت 15 شهرا أمر بها الأمير، مشيرة إلى أنها حصلت على أصول بأكثر من 106 مليارات دولار من خلال تسويات بعد القبض على حوالي 400 من أفراد العائلة المالكة والوزراء والمسؤولين التنفيذيين.
ويكافح أكبر مُصدر للنفط في العالم لجذب استثمار أجنبي لتمويل مشروعات خارج قطاع الطاقة، إذ يتردد المستثمرون حيال الجدوى التجارية للمشروعات وسجل الرياض في مجال حقوق الإنسان.
وبالرغم من مقاطعة العام الماضي، تمكنت المملكة من توقيع صفقات بمليارات الدولارات في نسخة مبادرة مستقبل الاستثمار في 2018 بالرغم من أن أرامكو هي من انتزع أغلبها. ولم يحدث إعلان كبير أشار إليه الأمير محمد قبيل المؤتمر.
وستعزز حصيلة الطرح العام الأولي لأرامكو قدرة صندوق الاستثمار السعودي على دعم مشروعات محلية ضخمة مثل نيوم وهي مدينة مستقبلية باستثمارات قدرها 500 مليار دولار أُعلن عنها خلال نسخة المؤتمر في 2017، لكن لم يتم إحراز تقدم يذكر فيها حتى الآن.
إعداد محمود سلامة للنشرة العربية - تحرير معتز محمد