
أنهى والي ولاية الترارزة السيد مولاي إبراهيم ولد مولاي إبراهيم اجتماعا أمنيا طارئا في مدينة تكنت، التقى فيه على حدة بأطراف النزاع الأهلي الدائر جنوب المدينة منذ يومين.
وشدد الوالي، خلال لقائه بالطرفين، على أن ما حدث غير مقبول، وقد تم استدعاؤهم ودعوتهم للصلح، ليس بصفتهم القبلية، وإنما كطرفي نزاع في قضية كبيرة.
وأكد الوالي على أن الدولة موجودة ولها القبضة القوية، ولن تقبل بمثل هذا التعاطي، مشددا على أن كل المتورطين سيعاقبون وفقا لما للقانون.
وعقد الوالي اجتماعا بوجهاء تكنت بعد ذلك مباشرة.
يشار إلى أن المتورطين في حرق الطفلة فرحة بنت محمد عبد الله والمعتدين على السيدات لا زالوا خارج القبضة الأمنية حتى الساعة حسب موقع تكنت الذي أورد الخبر.
ووفق الموقع ذاته فقد حضر اجتماع الوالي في مقر المركز الإداري، رئيس المركز الطالب أحمد ولد محمد الأمين، وقادة فرق ووحدات الدرك والحرس والشرطة في الترارزة، إلى جانب نائب مقاطعة المذرذرة الداه صهيب وعمدة تكنت محمد المصطفى ولد ابته.
وأدى النزاع المذكور إلى وفاة رضيعة حرقا، وإصابة 13 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة، أغلبهم نساء، إلى جانب توقيف 22 متهما.
وتعود بدايات القصة إلى ما قبل أربع سنوات، حين اشترت سيدة تدعى “النمه” قطعة أرضية عند الكلم 3 جنوب مدينة تكنت، شيدت دخلها بيتا وعريشان.
وقبل سنتين انتقلت “النمه” لتقطن تكنت المدينة، ثم العاصمة نواكشوط بعد ذلك، لتعود قبل أيام قليلة بعد أن انهار البيت وأشرف العريشان على السقوط، حيث بدأت البناء مجددا في هذه القطعة، إلا أن جيرانها قالوا إن القطعة لم تعد ملكا لها، وقد باعتها لهم قبل مدة.
أزمة تفاقمت حتى وصلت إلى السلطات الإدارية، التي تدخلت ممثلة في رئيس المركز الإداري، إلى جانب الدرك الوطني، ليتم إقرار القطعة للسيدة “النمه”، وتحديد خريطة ملكية كلا الطرفين في المنطقة.
سريعا عادت الأزمة بين الطرفين، بأحداث صامتة متسارعة، أدت الليلة البارحة إلى انفجار الوضع، عبر اشتباك قوي بين شبان ونساء مقربين من “النمه”، ومجموعة من الطرف الثاني، أصيب خلالها 7 أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة.
مباشرة اعتقل الدرك أكثر من 20 شخصا من الطرفين، من بينهم “النمه” ومقربين منها، باستثناء ثلاث سيدات عجز وأطفال من بينهم الرضيعة “فرحة”.
زوال يوم السبت المنصرم وصلت سيارة تحمل عددا من الرجال إلى عريش “النمه”، وسريعا انهالوا بضرب السيدات العجائز والأطفال، وقاموا بإضرام النار في العريش، الذي تمكن من بداخله من الفرار تحت الضرب، عدى الرضيعة “فرحة ينت محمد عبد الله ولد باب لأمها فاطمة بنت حميد ولد أجاه ” (14 شهرا).
واصل المهاجمون ضرب السيدات، وتولت السيارة مطاردة طفلين لجآ إلى التلال الرملية الواقعة جنوب سعد الجاه، هربا من الموت.وصل رئيس المركز الإداري وتمكن حرسه من اعتقال أحد المتهمين على الفور، في حين لاذ الآخرون بالفرار.
حادثة أدت إلى سقوط ستة جرحى، وتحويل رضيعة إلى كومة رماد.مساء وصل وكيل الجمهورية بعد أن تقدمه تعزيزات أمنية طارئة إلى المنطقة.عاين المعتقلين الذين تجاوزوا 30 شخصا، وأعطى الأوامر بدفن الطفلة فرحة، ونقل ذويها إلى نواكشوط لتلقي العلاج، مع تبرئتهم، ومواصلة اعتقال جدتها “النمه”، وبقية المتهمين.
حالة ترقب تسود تكنت، واستنفار أمني يطغى المظهر العام، تحسب لما ستفضي عنه الساعات والأيام القادمة.
المصدر: موقع تكنت + التواصل