ورقة الاعتراف بدونباس تربك الغرب وتحير اوكرانيا

أربعاء, 16/02/2022 - 13:27

هايدي صبري:
اعتبرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، أن تزامن إعلان موسكو انسحاب قواتها من الحدود الأوكرانية مع مطالبة النواب الروس بالاعتراف باستقلال دونباس، بمثابة "إشارات متناقضة للغرب، ويشكل ورقة ضغط احتياطية في يد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
وذكرت الصحيفة الفرنسية، في تقرير لها اليوم الأربعاء، أن الكرملين فاجأ الغرب بإعلانه انسحاب بعض الوحدات العسكرية الروسية قرب الحدود الأوكرانية، في الوقت نفسه، طالب النواب الروس بالاعتراف باستقلال دونباس، مشيرة إلى أن بوتين حير الغرب وخرج منتصرا في تلك المناورات.
وأوضحت الصحيفة أنه في مواجهة الإشارات المتناقضة التي أرسلتها موسكو، يتوخى الغربيون حذرًا مضاعفًا بشأن فرص خفض التصعيد في أوكرانيا، لافتة إلى تصريحات وزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان: "الكلمات جيدة، لكننا ننتظر الأفعال".
وقالت "لوموند" إنه "من خلال الإعلان عن عودة بعض الوحدات المنتشرة على طول الحدود الأوكرانية إلى ثكناتهم يوم الثلاثاء، فإن الكرملين أراد، بهذا الفعل الأول، إرسال رسالة للغرب، نظرًا لخوفهم من هجوم روسي كان مرتقباً، اليوم الأربعاء، وفقًا لمعلومات المخابرات الأمريكية".
ووصفت الصحيفة الفرنسية ذلك التوقيت المتزامن بـ"تصميم الرقصات العسكرية-السياسية المنسقة جيدًا"، مشيرة إلى دعوة نواب مجلس الدوما (البرلمان الروسي) الكرملين إلى الاعتراف باستقلال دونباس في شرق أوكرانيا.
وقالت: "إن نفوذ موسكو في مواجهتها مع الغرب، والاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، من شأنه أن يدفن اتفاقيات مينسك".
ووفقاً للصحيفة الفرنسية، فإنه لا تزال مبادرة الدوما مجرد قرار، وليس له آثار ملموسة. لكن بدعوتهم إلى أن تصبح هاتان المنطقتان (دولتين مستقلتين وذاتيي السيادة)، يهدد النواب الروس جهود باريس لإحياء المفاوضات.
وتنص اتفاقيات مينسك، بموجب وساطة فرنسية ألمانية، على عودة دونيتسك ولوهانسك تحت سيطرة كييف، وإعادة إطلاق هذه المناقشات هو أحد الإنجازات التي رحب بها إيمانويل ماكرون بعد زيارته للكرملين، الاثنين 7 فبراير الجاري. وطالب الرئيس الفرنسي، نظيره الروسي بوتين، بعدم الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوهانسك.
واكتفى دميتري بيسكوف المتحدث باسم فلاديمير بوتين، بالقول إنه "لا يوجد قرار رسمي"، وحفاظًا على الغموض، أشار إلى أن مجلس الدوما "يعكس رأي الروس".
من جانبه، حذر أندريه كورتونوف، مدير المجلس الروسي، وهو مركز أبحاث معني بالقضايا الدولية في موسكو بأن "هذا القرار يسمح لموسكو باللعب في كلا الاتجاهين وإخبار الغرب (نحن مستعدون للتهدئة)، ولكن إذا فشلت المفاوضات، فلدينا بطاقة الاعتراف بدونيتسك ولوهانسك احتياطيًا".
واعتبر الباحث الروسي بأن ذلك سيكون بمثابة ضربة حقيقية للغرب، كما حذر أيضاً بأنه لا أحد يعرف ما الذي يدور في رأس بوتين، لكن "بهاتين الخطوتين الجديدتين، يواصل لعب الشطرنج".