"فصلنا بشكل جماعي وبعدد تجاوز 100 عامل في شركة "بولي هوندونغ" الصينية في 27 يوليو 2017 ، ولم نترك بابا إلا طرقناه لكن دون جدوى لتتضاعف معاناتنا وتخيب آمالنا في وطن حرمنا فيه مجرد حقوق من شركة أجنبية".
بهذه العبارات تلخص العاملة المفصولة اسلكها بنت سالم محمد قصة معاناة فصل 105 عاملا من الشركة الصينية دون مبرر واضح غير أنهم يتمسكون بخيط أمل في أن يتم انصافهم وأن يجدوا من يستمع إليهم لكي يشرحوا له ماحدث
تقول المفصولة اسلكها سالم إن بداية القصة هي أن العمال في الشركة قرروا أن يحددوا مناديب للحديث باسمهم وطرح بعض المطالب المتمثلة في تحسين الظروف وزيادة العلاوات غير أن الشركة لم ترق لها الخطوة ،وقررت لاحقا التخلص من المناديب وتحريم العمل النقابي قبل أن يقرر العمال مؤازرة زملائهم والتضامن معهم.
وترى المفصولة أن العمال المفصولين ماكانوا ليتركوا من يمثلونهم في أن يتعرضوا للفصل مما حدا بهم إلى التضامن معهم وترك العمل ،وهو ماأغضب الشركة واعتبرته سببا عصيان أوامرها وفصلتهم جماعيا على هذا النحو.
فصل ترى فيه بنت سالم وزملاؤها 100 نوعا من هضم الحقوق والخروج على القوانين الموريتانية ولم يستسلموا له باعتباره لم يستند على القانون وهدفه فقط ممارسة التأثير المفزع على العمال لكي لا يفكروا مستقبلا في التوحد أو البحث عن الحقوق.
و تقول بنت سالم إنها وبقية المفصولين نظموا سلسلة وقفات احتجاجية في المدينة وأمام الولاية بعيد فصلهم التعسفي عل وعسى أن يلفتوا انتباه السلطات المحلية إلى قضيتهم لكن ذلك لم يجد نفعا.
وواصل المفصولون بحسب بنت سالم رحلة النضال ووصلوا إلى مفتشية الشغل وهم يحملون قوائم المفصولين علها تسعفهم بعد أن طردوا من الشركة الأكثر جدلا لكن المفتشية رفعت الراية البيضاء ولم تنصفهم واكتفت بمماطلتهم ومنحهم وعودا لا تبتعد عن وعود عرقوب.
وأشارت بنت سالم إلى أنه في نهاية المطاف حرمت عليهم الشركة مجرد الاقتراب من محيطها بل وفاقمت السلطات الخطوة بمنعهم من التظاهر ليستسلموا لأمر الواقع وقلوبهم تتفطر كمدا على هذا الظلم البواح والعجز البين عن من ينصفهم بالرغم من أصواتهم العالية لكن الشركة الصينية كانت الأقوى وهزمتهم بشكل كبير حسب اسلكها.
وبالرغم من كل ماتعرض له العمال المفصولون من الشركة فإنه يحدوهم أمل كبير في أن يأتي اليوم الذي يحصلون فيه على حقوقهم بالرغم من مرور 3 سنوات على فصلهم من الشركة الصينية ، وعجز الساسة وبعثاتهم والمنتخبين والسلطات في انصافهم حسب قولهم.
و لم تفوت العاملة المفصولة اسلكها بنت سالم وزميلتها حاجة الفرصة في طرح قضيتهم في كل المحافل والتظاهرات وهن يتمسكن ببصيص أمل في أن يجدن من يستمع إلى القصة ويسهم ولو بقليل في ابلاغها إلى الجهات المعنية.
وقد أثرن ملف المفصولين من الشركة الصينية في اجتماع اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان وأطلقن نداء استغاثة إلى الرئيس المنتخب محمد ولد الغزواني في أن ينصف 100 عامل تم فصلها من الشركة وتشتت شملها في المدينة.
الاخبار