قال الشاب محمد عیسى ولد طلحة إنه تعرض للتعذیب والاختطاف على ید عناصر من الدرك توجھوا به عنوة الى مقر الفرقة حیث كان في انتظاره العقیدمحمدو ولد أیده الذي اشرف على تعذیبھ قبل أن یغلق علیه غرفة حجز نتنة ومظلمة قضى فیھا بقیة یومھ رغم أنھ كان صائما ،وقد سرد الضحیة وقائع القضیة كالتالي:
تكملة للحادثة المتعلقة بإعتقالي وإھانتي وضربي من قبل عقید الدرك الوطني محمدو ولد أیده والدركیین الآخرین : سعد بوه ولد البخاري والمدعو أباه وقال:
حدث في یوم الاحد الموافق 19/6/02 وبینما أقود سیارتي مروراً بتقاطع الطریق المعروف (بكرفور بانا ابلانھ ) الساعة الخامسة مساء متوجھاً الى مقر عملي مررت من أمام سیارة مدنیة من نوع V8 بیضاء اللون یقودھا رجل بزي مدني في الخمسین من عمره اتضح فیما بعد أنه العقید محمدو ولد ایده بعد ذلك التحق بي ونظر الي وقال باللھجة الحسانیة “ انت اعویكب یلي یوضعك ان شاء الله “ فأجبت باللھجة الحسانیة ایضا “ اعویكب الا انت “ واوقفت سیارتي واوقف العقید سیارته امامي لیسد علي الطریق فنبھته عن طریق منبه السیارة فلم یفتح لي الطریق فأرجعت سیارتي الى الوراء وفتحت الطریق عن نفسي ثم توجھت الى تقاطع الطریق المعروف (بكرفور BMD ( واوقفت سیارتي الا انني فوجئت بسیارة الدرك متوقفة بجانب سیارتي یقلھا اربعة دركیین نزل منھم اثنان وتوجه احدھما الي وقد اتضح فیما بعد انھ یدعى اباه وسألني ھل انت مالك ھذه السیارة فأجبتھ انھا فعلا سیارتي فأخبرني ان فرقة الدرك تطلبني واستغربت من ذلك وسألت عن السبب لأني لم أرتكب أي جرم یتطلب التحقیق معي وتوجھت الى قائد الفرقة الموجود بالسیارة لأسألھ عن السبب فأخبرني بما أخبرني به زمیلھ فأمتنعت من الذھاب معھم قبل ان اتصل بأحد الاخوة ھاتفیا لأخبره بما حدث فمنعني الدركي المدعو أباه وھددني بسلاحه الذي من نوع A P لأجد نفسي مرغما على الذھاب معھم فأستقلیت سیارتي وتوجھت الى فرقة الدرك حیث وجدت سیارة 8 V المذكورة متوقفة امامھا وبداخلھا نفس الرجل الذي سبني وشتمني عند كرفور بانا ابلانھ والذي قمت بالرد علیه بالمثل امتثالا لقول الله تعالى : (فمن اعتدى علیكم فأعتدوا علیھ بمثل ما اعتدى علیكم) وقولھ أیضا : ( وإن عاقبتم
فعاقبوا بمثل ماعوقبتم به ).
ثم توجه الدركي اباه الى العقید محمدو ولد ایده متحدثاً إیاه باللغة الفرنسیة “ colonel mon ” ھل ھو نفس الشخص الذي تورطتم معھ فأجاب العقید فعلا ھو نفسھ ثم قال لھ العقید ادخلھ الى مقر الفرقة ، وبالفعل ادخلوني وكان الدركي أباه بجانبي الأیمن بینما یمسك الدركي سعد بوه ولد البخاري بجانبي الایسر ثم توجه الي العقید محمدو ولد ایده وقال باللھجة الحسانیة (یل اكصر عمرك مصح نفسك انت الا مطلوس اھدادة اف لدمیة) وصفعني على الوجه عدة مرات بیدیه الیمنى والیسرى حتى اصبت بالدوران وفقدان الوعي وامر الدركیان الآخرین بضربي فانھالا علي بالضرب المبرح والشتم المقذع وكان ذلك بحضور مساعد قائد الفرقة وكان الدركي اباه یضربني بیده الیمني ویمسك في الوقت ذاته مسدسه بیده الیسرى فباشروا بضربي واستمروا في ذلك ساعات حیث خلعوا ثیابي واخذو اغراضي الشخصیة وھاتفي المحمول وبعض النقود كانت بحوزتي بعد ذلك ادخلوني في بیت مظلم نتن الرائحة ولا توجد بة أیة تھوئة (نافذة) ولا فراش ثم واصلوا ضربي وتعذیبي ودخل علي العقید المذكور ووجه لي كلاماً نابیاً وسباً وشتائم متتالیة ثم ضربني عدة ضربات كذلك، وبقیت في ذلك البیت حتى الساعة العاشرة لیلاً ، علماً بأنني كنت صائماُ فقد كان ذلك في رمضان، ولم یقدموا لي الفطور ولو قنینة ماء لأشرب وإنما یأتونني من حین لآخر ویقولون لي لن تخرج من ذلك البیت الا إذا قدمت اعتذاراً مكتوباً للعقید وفي كل مرة
امتنع من ذلك حتى أحسست بالخطر إذ لم آكل او أشرب منذ حوالي 24 ساعة ولم أستطع ان اتصل بأھلي فأضطررت لأن أقبل الإعتذار الذي أملوه علي شفھیا لأكتبه واوقع علیه مكرھاً ، ثم اطلقوا سراحي وسلموني اغراضي الشخصیة ومفتاح سیارتي وخلوا سبیلي.
وبعد خروجي لم استطع القیادة فجلست بعض الوقت في سیارتي لأستریح فیھا لأنني كنت مرھقاً من شدة الجوع والعطش وآلام الضرب والتعذیب ثم اتصلت على أخي فجاءني وذھب بي الى المنزل لتناول الفطور ثم ذھب بي بعد ذلك مباشرة الى في الوجه والظھر
الحالات المستعجلة وقابلت الطبیب الذي اعطاني وصفة طبیة فقد كنت مصاباً بالدوران وأشعر بآلآمٍ والكتفین والقوائم خاصة من شدة التعذیب والضرب الذي ألحقوه بي.
شبكة المراقب+ صوت