سكاي نيوز عربية - أبوظبي - بعد أول ظهور لزعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي، الاثنين، وللمرة الأولى منذ 5 سنوات، اعتبر محللون أن الفيديو الدعائي الذي ظهر فيه زعيم داعش، هو محاولة للخروج من الهزيمة وإعادة تشكيل صورة جديدة لوجه التنظيم الإرهابي، أشبه بالمرحلة التي كان عليها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن قبل مقتله.
وظهر البغدادي في الفيديو بلحية بيضاء واضعا منديلا أسود على رأسه، وبجواره بندقية خفيفة تشبه تلك التي كانت تظهر بجوار زعيم القاعدة بن لادن، كما كان مفترشا الأرض إلى جانب آخرين أخفيت وجوههم.
وحرض البغدادي مقاتلي التنظيم المتطرف الذي مني بهزائهم عسكرية متتالية على مدى السنتين الماضيتين على "الثأر".
وحسب المحلل السياسي عبدالوهاب بدر خان، فإن البغدادي استغل عدة أمور في ظهوره، منها تفجيرات سريلانكا الدامية التي أراد أن يرسل من خلالها رسالة في أنه المحرض عليها، إضافة إلى أنه أراد تأكيد وجوده ونفي أية أخبار عن صحته أو مقتله.
وبدا أن البغدادي دخل في مرحلة بن لادن من خلال ظهوره بنفس الطريقة التي كان بن لادن يظهر بها عبر تسجيلات فيديو، بدل ما كان يوجه خطابات مكتوبة أو رسائل صوتية.
وحسب محللين، فإن هذا الظهور هو مرحلة جديدة وطويلة يأمل البغدادي قيادة أفراد التنظيم عبرها بمثل ما كان بن لادن يفعل، بعد أن فقد داعش كل الأراضي والمواقع التي يسيطر عليها في السابق.
وكان زعيم القاعدة بن لادن، لجأ إلى الاختباء في عدة أماكن بين أفغانستان وباكستان، قبل مقتله في مايو 2011 على يد قوات أميركية، وهي المرحلة التي يجزم محللون أن البغدادي يحاول محاكاتها الآن، من خلال سعيه للاختباء والهرب والتنقل الدائم، وإصدار خطابات بين حين وآخر لتحريض أتباعه في ارتكاب أعمال إرهابية.
وحرض البغدادي مقاتلي التنظيم المتطرف الذي مني بهزائهم عسكرية متتالية على مدى السنتين الماضيتين على "الثأر".
وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد سيطرت بالكامل على آخر جيب لتنظيم داعش في الباغوز في مارس الماضي، وهزمته بعد معركة دامت أسابيع.
كما أعلن العراق في ديسمبر 2017، دحر إرهابيي داعش بشكل تام، بعد أكثر من 3 سنوات من المعارك الدامية في غرب العراق وشماله.
كما نجحت قبلها عملية عسكرية كبيرة في تحرير الرقة من "داعش"، قادتها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن، بمساعدة غارات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وكانت المرة الأخيرة التي ظهر فيها البغدادي في عام 2014، بعد أن تمكن تنظيم داعش آنذاك من السيطرة على مناطق شاسعة في العراق وسوريا كان يقطنها 7 ملايين شخص.
وعندها ألقى البغدادي خطبة في المسجد النوري في الموصل أعلن خلالها خلافته المزعومة التي لم يعد لها وجود.
وترصد الولايات المتحدة مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يساعد في الوصول إلى البغدادي البالغ من العمر 47 عاما، والذي سرت من عام 2014 شائعات كثير عن مقتله لم يتم تأكيدها.