دعا نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، تل أبيب إلى "التحلي بالحكمة"، بعد تصريحات مسؤولين إسرائيليين حول استعداد بلادهم لاستهداف منظومات "إس-300" الروسية في سوريا.
وفي حديث لوكالة "نوفوستي" الروسية، اليوم الخميس، قال فيرشينين: "نأمل في حكمة زملائنا الإسرائيليين فيما يخص الخطوات في المنطقة. ونحن ننطلق من حقيقة أن محاربة الإرهاب شيء مهم، لكن سوريا يجب ألا تكون مسرحا لتصفية حسابات لا علاقة لها بمحاربة الإرهاب".
وجاء ذلك تعليقا على تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، الذي أعلن أن بلاده لا يمكن أن تتخلى عن خوض عمليات عسكرية في سوريا بعد توريد منظومات "إس-300" الصاروخية الروسية لدمشق. وأضاف أن إسرائيل مهتمة بإعادة "علاقات التنسيق" مع روسيا إلى مجراها الطبيعي، لكنها مستعدة لتدمير صواريخ "إس-300" في حال استخدامها من قبل دمشق ضد الطائرات الإسرائيلية.
وأدلى وزير التنمية الإقليمية في إسرائيل، تساحي هنغبي بتصريح مماثل .
يذكر أن تل أبيب تبرر عمليات طيرانها الحربي في سوريا بضرورة وقف انتشار قوات إيرانية هناك من أجل ضمان نقل شحنات من الأسلحة إلى حركة "حزب الله" اللبنانية.
من جانبها، شددت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في موجز صحفي، اليوم الخميس، على أن إيران تتواجد في سوريا بدعوة من سلطاتها الشرعية، مشيرة إلى أن العسكريين الإيرانيين المتواجدين هناك "يساعدون في محاربة الإرهاب الدولي على أساس شرعي، وبناء على دعوة من الحكومة السورية".
مع ذلك، يشير خبراء روس إلى أن إسرائيل تنظر إلى إيران على أنها مصدر تهديد لها، الأمر الذي يفسر حدة تصريحات المسؤولين الإسرائيليين حول وصول منظومات روسية ستعرقل استهداف المنشآت الإيرانية في سوريا من قبل سلاح الجو الإسرائيلي.
وفي تصريح لـRT، اعتبر الخبير العسكري، فيكتور ليتوفكين، أن "الإسرائيليين سيواجهون صعوبات كبيرة في مهاجمة المنشآت الإيرانية في أراضي سوريا. بالطبع سيحاولون استهدافها لأن الحرس الثوري الإيراني يمثل تهديدا برأيهم. إنهم يخشون كثيرا من احتمال ترسيخ قاعدة أمامية على الأراضي السورية للاعتداء على إسرائيل. كما أنهم لا يريدون التخلي عن توجيه ضربات استباقية إلى (حركة) حزب الله المتواجدة هي الأخرى على أراضي سوريا. لكن فعل ذلك سيكون من الآن فصاعدا أمرا خطيرا جدا بالنسبة لهم".
من جهة أخرى، أعاد ليتوفكين إلى الأذهان أن منظومات "إس-300" سلاح دفاعي محض لا يهدد أمن إسرائيل بأي حال من الأحوال.
من طرفه، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الاقتصادية الروسية، ألكسندر بيرينجييف، أن منظومات "إس-300" تهتم بمساعدة دمشق في تعزيز سيادتها في مجالها الجوي وبالتالي سيادتها على الأرض أيضا.
وذكر الخبير أن انزعاج إسرائيل بشأن "إس-300" يكشف عن إدراكها بأنها لن تستطيع شن عدوان سافر ضد سوريا. وعبّر بيرينجييف عن قناعته بأن دمشق تتعرض لحملة عدائية شاملة، ولا تشكل الغارات الإسرائيلية سوى جزء من لعبة كبيرة من شأن المنظومات الروسية أن تشوش عليها.
وكانت موسكو قررت توريد منظومات "إس-300" المضادة للطائرات لسوريا بعد كارثة طائرة "إيل-20" الروسية فوق اللاذقية ، في 17 سبتمبر. وحملت روسيا إسرائيل المسؤولية عن إسقاط الطائرة بصاروخ سوري بالخطأ، لدى تصديها لغارة نفذتها مقاتلات إسرائيلية في محافظة اللاذقية غرب سوريا.
المصدر: RT