
جعل الفراعنة من طيبة القديمة في صعيد مصر مدينتين: مدينة للأحياء تقع على الضفة الشرقية من نهر النيل، ومدينة للأموات تقع على الضفة الغربية من النهر.
وجعلوا من مدينة الأموات جبّانة لموتاهم، فأقاموا فيها مقابر الملوك والملكات والنبلاء والنبيلات، وشيّدوا بين ربوعها معابدهم الجنائزية مثل معابد هابو، والرامسيوم، وسيتي الأول، وأمنحتب الثالث وغيرها.
وكانت المنطقة المطلة على الضفة الغربية لنهر النيل وحتى تلال جبل القُرنة التاريخي تُعرف باسم جبّانة طيبة، وتُعد أغنى جبّانة في التاريخ القديم والمعاصر، لما تضمه بين جنباتها من مقابر وكنوز لقدماء المصريين.
وصارت جبّانة طيبة القديمة تُعرف اليوم باسم "القُرنة"، وهي منطقة أثرية وسياحية غنية بمئات المقابر وعشرات المعابد التي شيّدها قدماء المصريين، بجانب فنادق ومطاعم تحمل طابعا ريفيّا خاصا.
أما طيبة فصارت تحمل اسم الأقصر، أي مدينة القصور، وهي اليوم من أشهر مقاصد السياحة الثقافية في مصر والعالم أجمع، واختيرت ضمن قائمة عواصم السياحة الثقافية بالعالم من قبل منظمة السياحة العالمية.
وتتفرد الأقصر اليوم -طيبة قديما- بأنماط سياحية خاصة مثل سياحة البالونات الطائرة (المناطيد) التي تقلع في سماء المدينة كل صباح حاملة مئات السياح في رحلة فوق معابد المدينة وآثارها. وهناك سياحة الدواب التي تنقل السياح في رحلة بين الزروع والحقول والقرى والنجوع، وخاصة في قرى البر الغربي للأقصر.
وهناك سياحة عربات الحنطور التي تطوف بالسياح بين معالم البر الشرقي للمدينة من معابده إلى متاحفه وفنادقه ومنتجعاته. وهناك السياحة النيلية التي تنقسم إلى أنماط متعددة، بينها الرحلات النيلية على متن البواخر والفنادق العائمة بين مدينتي الأقصر وأسوان، ورحلات المراكب الشراعية في وسط نهر النيل الخالد، بجانب رحلات "الدهبيات" النيلية.
