قراءة تحليلية: لزيارة الرئيس ولد الغزواني لصهر الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز... ماذا يجري؟

اثنين, 27/10/2025 - 17:47

في مشهد مفاجئ وغير متوقع، قام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بزيارة صهر سلفه ورفيق دربه السابق محمد ولد عبد العزيز.
وكانت الزيارة، التي لم تعلن عنها الرئاسة بشكل رسمي، أثارت الكثير من الأسئلة، وفتحت الباب أمام تأويلات سياسية متعددة في وقت يشهد المشهد الوطني توتراً صامتا فى تقاطعات مثيرة بين الماضي والحاضر.
وتساءل مراقبون عن خلفيات الزيارة: هل هي ودية أم رسالة سياسية؟
ورغم أن ظاهر الزيارة قد يبدو شخصيا أو ذا طابع اجتماعي، إلا أن السياق السياسي الحساس يجعل من الصعب فصلها عن الحسابات الأعمق.
فصهر الرئيس السابق ليس مجرد فرد من العائلة، بل هو حلقة وصل قوية في شبكة النفوذ التي كانت تدير البلاد لعقود من الزمن، وتمتلك معلومات وعلاقات قد تكون ذات أهمية.
وتساءل اخرون :الرسالة إلى من؟وهل هي رسالة تهدئةموجهة إلى أنصار ولد عبد العزيز بعد مرحلة من القطيعة والملاحقات القضائية؟أم هي مناورة ذكية لاحتواء تيارات سياسية وشخصيات ظلت تدور في فلك الرئيس السابق؟ أم أن هناك ترتيبات ما تحت الطاولة تجري بهدوء بعيدا عن القيل والقال، في ظل جو فقد فيه غزوانى الثقة فى من يلتفون حوله،ورأى فيهم نفس السناريو الذى لعبوه على وترين مع وضد سلفه،الذي اوقعوا بينه واياه فى زحمة جمع مقاليد السلطة،وفى غفلة شديدة وزهو بالمقعد الجديد فى ان واحد.
كما البعض رأى ان الامر يصب فى بالوعة تقارب انتخابي قادم، وضرورة إعادة تجميع مراكز التأثير القبلي والمالي؟
الزيارة خلقت ارتباكا في المشهد السياسي فى محيط الرئيس:
جاءت هذه الزيارة  في لحظة حساسة،تتصاعد فيها الانتقادات لأداء الحكومة،وكشف ملفات فساد كبيرة وضخمة، لم تستطع الحكومة الكشف عنها كلها،وانما اختار نموذجا منها لاخماد نار الضجة التى ترتبت على ذلك.
كما ان تصدعات خطير تجرى فى السر في التحالفات السياسية داخل النظام،خلقت لدى الرجل قلقا من التمدد المعارض بقيادة قوى جديدة.
ويجعل كل هذا لأي تحرك من الرئيس محل تفسير سياسي، حتى لو كان في ظاهره زيارة لرجل دولة اصبح مقعدا وبلغ من العمر عتيا.
ويحتمل ان ينتج عن الزيارة،نهاية بعض الجفاء بين الصديقين سابقا والغريمين حاليا وعودة تدريجية للدفء القديم.
كما قد يرى البعض أن هذه الزيارة قد تمهّد لعودة تدريجية لبعض وجوه النظام السابق إلى دائرة الفعل السياسي، خاصة في ظل فشل بعض الوجوه الحالية في تحقيق اختراقات شعبية، واحتياج النظام إلى "الآلة الانتخابية" التي طالما أحكم ولد عبد العزيز إدارتها.
ويبقى من المؤكد ان زيارة الرئيس الغزواني لصهر ولد عبد العزيز ليست مجرد تفصيل عائلي عابر، بل هي حدث سياسي مشحون بالدلالات،والشيفرات السياسية. 
وقد تكون رسالة مصالحة، أو محاولة لجس النبض، أو حتى إعادة رسم التحالفات قبل مرحلة سياسية جديدة. 
ولكن المؤكد هو أن ما يجري في الكواليس أعمق مما يظهر في الواجهة… وحكام موريتانيا، كعادتهم، لا يبوحوم بكل أسرارهم دفعة واحدة،خاصة منهم العسكريين الذين تقيدهم  الضوابط المهنيةوالصارمة فى عقيدة الجيش،والايام كفيلة بكشف المستور.