
السيدة وزيرة التربية: إلى متى هذا الصمت؟ هل هذا تعليم؟ أم عبث بمستقبل شعب بأكمله؟
معالي الوزيرة،
في ظل واقع تربوي متدهور، وأرقام كارثية تُجمع عليها الوقائع اليومية والتقارير الميدانية، يتساءل الرأي العام الموريتاني، ومعه آلاف الأسر، بكل حيرة ومرارة:
لماذا لا تقدّمين استقالتك وتعقدين مؤتمرا صحفيًا صريحا تعلنين فيه أن وزارتك عاجزة؟
عاجزة عن أبسط واجباتها: توفير المدرسين للتلاميذ في عام دراسي انقضى منه شهر كامل، وبعض الأقسام – خصوصًا المترشحين للامتحانات الوطنية(ختم الدروس الابتدائية والاعدادية والبكالوريا – لم يتلقوا حرفا واحدا من الدروس،ثم تقولون المدرسة"الجمهورية".
معالى الوزيرةوقائع صادمة من الميدان:
1- في نواكشوط، مدرسة النائب حرمة عبد الجليل بالحي الإداري على سبيل المثال لا الحصر، أقسام السوادس (المترشح لشهادة ختم الدروس الابتدائية) لم يكتب تلاميذه حرفا واحدًا منذ بداية السنة،وهى 4 كيلومترات من وزارتكم.
2- في الداخل، ثانوية فم لكليتة على سبيل المثال لا الحثر، لا يوجد بها أستاذ واحد للاقسام الثانوية، ولا حتى حجرات دراسية تليق بمؤسسة تعليمية.
3- المدارس والثانويات على عموم التراب الوطني تفتقر إلى 13% إلى 15% من الكادر التدريسي في أفضل الحالات.
4- أقسام النهايات (السوادس، السوابع، البكالوريا) في كثير من المدارس خالية من الأساتذة أو يوجد بها أستاذ واحد من بين اياتذة 4-5 مواد.
معالى الوزيرة هاكم أسئلة مشروعة ومحرجة:
- هل أنتم عاجزون؟
- أم أنكم لا تعيرون أبناء الشعب اهتمامًا؟
- أم أن الوظيفة العمومية حقٌ خاص بأبناء نخبة معينة فقط؟
- أين اختفى المال العام؟ 410 مليار أوقية كشفت محكمة الحسابات ضياعها، فهل كانت كافية لتوظيف آلاف الخريحين الذين يتسكعون اليوم في الشوارعاو عبروا البحر الى اوروبا؟
الواقع مقابل الشعارات:
- تلاميذ دون معلمين.
- مدارس دون حجرات.
- أساتذة غير موجودين أو مغيبون.
- طلاب يواجهون الامتحانات بلا دروس أدنى تجهيز.
وأنتم، في الوزارة، تصدرون البيانات الرسمية الرنانة وتتحدثون عن "إصلاح التعليم" و"التحسين التدريجي"، بينما الميدان ينهار أمام أعينكم.
معالي الوزيرة،
إذا كنتم عاجزين، فلا عيب في الاستقالة.
لكن العيب كل العيب، هو السكوت على مأساة التعليم وكأن شيئًا لم يكن.
إن الشعب لن يغفر تجاهل أبنائه، ولن يصبر طويلًا على عبث يهدد مستقبل أجيال بأكملها.
