
في سياق تصاعد التوترات السياسية بين القاهرة وتل أبيب، شنت وسائل إعلام عبرية هجوما لاذعا على مصر، متهمة إياها بـ"احتكار العلاقة مع الكيان الصهيوني ومنع التطبيع الشعبي".
في تقرير لقناة i24 News الصهيونية، نقلت عن البروفيسور مائير متسري، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية بالقدس، قوله إن:"السلطات المصرية تحتكر العلاقة مع الكيان الصهيوني، وتمنع أي شكل من أشكال التطبيع الشعبي."
وأضاف متسري — وفق التقرير — أن القاهرة تفرض رقابة صارمة على أي تفاعل شعبي أو ثقافي مع الكيان، مستشهدًا بواقعة منع رقية السادات (حفيدة الرئيس الراحل أنور السادات) من السفر إلى الكيان الصهيوني لتسلم جائزة من جامعة صهيونية، و"التحرش" — بحسب وصفه — بعدد من السينمائيين والروائيين والنشطاء بسبب تعاملهم مع الجانب الصهيوني.
كما زعم أن مصر "تستفيد من وجود عدو متربص بها ومؤامرات تحاك لها"، في إشارة ضمنية إلى أن النظام المصري يوظف التوتر مع الكيان الصهيوني داخليًا لتعزيز شرعيته.
وفي سياق الحديث عن الخلافات الحالية، قال متسري إن تصريحات مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو ضد مصر — والتي تحدثت عن "انتهاكات خطيرة لاتفاقية السلام" — جاءت "من منطلق المحبة لمصر ودورها الإقليمي، ومن أجل دعم السلام وترسيخ المعاهدة القائمة".
وزعم أن الكيان الصهيوني"طوال سنوات كان يتجنب الحديث عن تهريب السلاح من مصر لغزة حتى لا تحرج القاهرة"، لكنها اليوم "لم تعد قادرة على الصمت بسبب التمادي المصري".
غضب صهيوني من مشروع "التجلي الأعظم" في سيناء
وفي ملف منفصل، أثار مشروع مصر لتطوير منطقة جبل موسى (جبل سيناء) — المكان الذي كلم فيه النبي موسى الله وفقًا للأديان السماوية — ردود فعل غاضبة في الأوساط الدينية والثقافية الصهيونية.
فقد نشر موقع Bhol الإخباري الصهيوني تقريرًا قال فيه إن هناك "حالة غضب في الأوساط الدينية اليهودية" من خطة مصر لتحويل المنطقة إلى منتجع سياحي عالمي، مشيرًا إلى أن المشروع يشمل بناء فنادق ومركز زوار كبير، وتوسعة مطار صغير، وإنشاء تلفريك يصل إلى قمة الجبل.
كما أشار الموقع إلى أن اليونان — وليس الكيان الصهيوني — هي الجهة الأجنبية الوحيدة التي عبّرت رسميًا عن معارضتها للمشروع، وذلك بسبب وجود دير سانت كاترين، الذي يعود للقرن السادس الميلادي، ويُدار من قبل الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، ويُعدّ أقدم دير قائم في العالم.
وذكر الموقع أن اليونسكو أدرجت المنطقة — بما في ذلك الدير والجبل والمدينة المحيطة — ضمن مواقع التراث العالمي، ما يزيد من الحساسية الدولية تجاه أي تغييرات قد تطرأ على المكان.
وزعم التقرير أن السلطات المصرية، تحت ضغط يوناني، نفت أنها تخطط لإغلاق الدير أو تغيير وضعه القانوني، لكنه أشار إلى أن محكمة مصرية حكمت العام الماضي بأن الدير يقع على أراضٍ تابعة للدولة، وأن للكنيسة اليونانية "حق انتفاع" فقط — وهو ما أثار مخاوف من تغييرات مستقبلية في إدارة الموقع.
ونقل الموقع عن مسؤولين مصريين — وعلى رأسهم وزير الإسكان شريف الشربيني — أن المشروع يُعدّ "هدية مصر للعالم أجمع ولجميع الأديان"، وسيوفر "جميع الخدمات السياحية والترفيهية للزوار".
واعتبر الإعلام الصهيوني أن الخطط الحكومية تهدد أحد أكثر المواقع قدسية في اليهودية، والمسيحية، والإسلام، وتعد تدخلا غير مقبول في مكان مقدس.
وتحت عناوين استفزازية مثل "مصر تدمر المكان الذي كلم الله فيه موسى"، زعمت "معاريف" أن الحكومة المصرية تنفذ ما وصفته بـ"عملية تهويد معكوسة"، لا بهدف الحفاظ على المقدسات، بل من أجل تحويل جبل موسى إلى وجهة سياحية فاخرة على حساب الهوية الدينية والمجتمعات المحلية.
ووفق ما تروج له الحكومة المصرية، يعد "مشروع التحول الكبير"، الذي أطلق في عام 2021، مبادرة طموحة لتحويل منطقة جبل سيناء ودير القديسة كاترين إلى مقصد سياحي عالمي، يجذب الزوار من كل أنحاء العالم، ويقدم كـ"هدية مصر للعالم أجمع، ولجميع الأديان.
المصدر: وسائل إعلام صهيونية