المستشار الالمانى يطالب اوروبا بالاستغناء عن الولايات المتحدة

اثنين, 08/09/2025 - 22:30

حذر المستشار الألماني فريدريش ميرتس من أن أوروبا يجب أن تكون مستعدة لرسم مسارها الخاص بشكل مستقل عن الولايات المتحدة.
وقال فريدريش ميرتس في برلين يوم الاثنين في خطاب موسع حول السياسة الخارجية: "علينا أن ندرك أن علاقتنا مع الولايات المتحدة آخذة في التغير.. الولايات المتحدة تعيد تقييم مصالحها وليس فقط منذ الأمس.. ولذلك، علينا نحن في أوروبا أن نعدل مصالحنا دون حنين زائف".
وحاول المستشار الألماني الحفاظ على توازن دقيق في تعامله مع إدارة ترامب.
وقد تأثر المستشار بمواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتذبذبة بشأن الحرب في أوكرانيا، حيث حذر منذ ليلة فوزه بالانتخابات في أواخر فبراير من أن أوروبا بحاجة إلى السعي للاستقلال عن الولايات المتحدة.
لكن في الأشهر الأخيرة، حاول فريدريش ميرتس بناء علاقة وثيقة مع ترامب، وأشاد بجهود الرئيس الأمريكي في التفاوض على اتفاق سلام في أوكرانيا، وأشار إلى الأمريكيين باعتبارهم شركاء "لا غنى عنهم" في مسائل الأمن وحلف شمال الأطلسي.
إلا أن تعليقات ميرتس، يوم الاثنين، تشكل إشارة واضحة إلى أن الزعماء الأوروبيين وراء الثناء العلني على ترامب، حيث أنهم يستعدون بهدوء لمستقبل لم يعد فيه التحالف عبر الأطلسي هو الأساس الذي يعتمد عليه دفاع القارة واقتصادها.
وصرح ميرتس وفقا لنص خطابه: "تظل الولايات المتحدة أهم شريك لنا.. نحن مستعدون للتنسيق والتعاون الوثيقين.. لكن من الواضح أن هذه الشراكة ستكون أقل وضوحا، وستكون أكثر تركيزا على القضايا والمصالح".
وتابع المستشار الألماني قائلا: "إن العلاقة مع الولايات المتحدة في المستقبل سوف تعتمد على قوتنا كأوروبيين"، مضيفا أنه لتعزيز هذه القوة تحتاج أوروبا إلى البحث عن تحالفات جديدة في جميع أنحاء العالم.
وأردف بالقول "يتعين علينا أن نكون أكثر استباقية مما كنا عليه حتى الآن في إقامة شراكات جديدة في مختلف أنحاء العالم وتوسيع وتعزيز الشراكات القائمة".
وأشار المستشار الألماني إلى أنه في حين تسعى برلين إلى التعاون "حيثما أمكن" مع الصين بشأن قضايا مثل سياسة المناخ، فإن تزايد التنافس النظامي مع بكين يعني أن أوروبا يجب أن تبحث في أماكن أخرى لتنويع سلاسل المواد الخام والتجارة لديها لصالح السيادة الاستراتيجية.
وهذا يعني أن أوروبا تحتاج إلى اتفاقيات تجارية وشراكات أوثق مع دول أمريكا الجنوبية وكذلك الهند وإندونيسيا والمكسيك، ولكن أيضا خارج دول مجموعة العشرين، بما في ذلك إفريقيا وآسيا.
المصدر: "بوليتيكو"