انهيار شامل ومخيف للمدرسة الجمهورية:تراجع نسب النجاح وبشكل تراجعى و بنسب كارثية تكشف عمق أزمة التعليم في البلاد

أحد, 31/08/2025 - 09:43

تشهد بلادنا موريتانيا تدهورًا غير مسبوق في نتائج التعليم الثانوي، حيث أظهرت مسابقات ختم دروس الإعدادية وامتحانات البكالوريا،نسب نجاح صادمة وبوتيرة هابطة، تؤشر إلى فشل منهجي عميق في المنظومة التربوية الوطنية. 
وتعتبرالأسباب متشابكة، لكن المسؤولية الأساسية تقع على عاتق وزارة التهذيب ، التي أخفقت في إصلاح المناهج التربوى، وتحفيز المدرسين، وتوفير بيئة تعليمية سليمة عصرية تنسجم مع الواقع الاقليمى.
مخرجات الاهمال وعدم العنايةباالتعليم والالتهاء فى خطابات فارغة من اجل مغالطة السلطات العليا والشعب،تمثلت فى
نسب نجاح صادمة هى:
1- مسابقة ختم الإعدادية (2025): أقل من 28% 
2- البكالوريا (2025): لم تتجاوز 12% في بعض الشعب، وأقل من 18% وطنيًا
بالمقارنة بدول الجوار، تعد هذه النسب من الأدنى في المنطقة المغاربية والإفريقية.
3. الأسباب الهيكلية للأزمة:
أ-المناهج متقادم وغير الملائم
- المحتوى البيداغوجي مترهل، نظري، وغير مرتبط بواقع التلميذ.
- غياب مهارات التفكير، الإبداع، أو التقويم المستمر.
- لغة التدريس متضاربة (عربية × فرنسية) دون انسجام تربوي.
ب. وضع المدرس المهني والمادي غاية فى السوء والانحطاط.
- رواتب ضعيفة لم تبارح رقمها منذ تسعينيات القرن الماضي و لا تكفي الحد الأدنى من المعيشة.
- غياب الحوافز، والتكوين المستمر.
- الاستغلال المكثف للمدرس في أقسام مكتظة، دون دعم.
- للفصول تتحاوز 100 تلميذ،من سيفيد من؟ومن سيسمع من؟
- تلميذ يدرس 8 مواد منها 5 لاعلاقة لها باختصاصه ماذا سيستفيد غير الضعف فى مواد التخصص والرسوب فى نهاية المطاف.
ج-إهمال الدولة وغياب الرؤية:
- وزارة التهذيب بلا خطة واضحة للإصلاح،والعجيج يصك اذان سكان القارات الخمس.
- تركيز الوزارة على التسيير الورقي بدل المحتوى والميدان،واهمال المدرس ماديا ومعنويا.
- ضعف الرقابة التربوية والزيارات الميدانية،والتخلى عن التفتيش.
4-الآثار الكارثية على التلاميذ والمجتمع:
- تسرب جماعي من المدرسة بعد الإعدادية.
- انهيار الثقة في التعليم العمومي وهو الحاصل فعلا.
- انتشار المدارس الخصوصية الرديئة، كحل بديل للطبقة القادرة.
- تعميق الفوارق الطبقية بين المتعلمين وغير المتعلمين وبين فئات المجتمع.
5-غياب الإنصاف في التقويم:
- نظام الامتحانات لا يُراعي الاختلافات الجهوية في التكوين.
- لا توجد آلية إنقاذ للتلاميذ المجتهدين من البيئات المهمّشة.
- غياب التوجيه المدرسي، ما يؤدي إلى تكدّس الشعب وخلل في مخرجات التعليم.
-كثرة المواد التجريية دون طائل وكموعوق حقيقي بالنسبة للمترشحين.
ولن تستطيع البلاد تحاوز عتبة التسعينيات وانهيار التعليم الا بمايلى:
1-مراجعة شاملة للمناهج من طرف اكفاء، مع إدماج البعد العملي والمهارات.
2-تحسين وضعية المدرس ماديًا ومهنيا عبر رواتب محترمة تؤمن حياته وحياة ابنائه ومحفزات جادة.
3-وضع خطة وطنية لإنقاذ التعليم الثانوي،وتقليص المواد الدراسية بإشراف رئاسي.
4-تشخيص عاجل لنتائج الامتحانات، ونشر تقرير مفصل للشفافية .
5-دمج التكنولوجيا والتقويم المستمر بدل الاعتماد على الامتحان النهائي فقط.
6-توحيد لغة التدريس تدريجيا والاتتهاء من الارتهان للمستعمر  واحترام لغة البلد لضمان الفعالية والفهم،مع العلم ان البلدان لا تتقدم الا بلغاتها الرسمية.
وختاما فان ما يحدث في مؤسسات التعليم الإعدادي والثانوي ليس مجرد إخفاق موسمي، بل هو نزيف تربوي وهيكلي يهدد مستقبل الدولة والمجتمع. 
ولن يخرج استمرار الوزارة في تجاهل هذه المؤشرات بنتائج، بل سيزيد من انفجار الجهل والتهميش والتسرب.  

اعداد:محمدالامين لحبيب