الكاتب نصر الله : رواية" كل الأشياء الجميلة القابلة للكسر" ستكون الأولي ثلاثية الراوي

خميس, 21/08/2025 - 00:52

قال الشاعر والكاتب الروائي الفلسطيني إبراهيم نصر الله إن رواية "كل الأشياء الجميلة القابلة للكسر" ستكون الأولى من رواياته "ثلاثية الراوي العليم".

واستطرد نصر الله، في حواره الموسع مع الجزيرة نت، لافتا إلى أنه كتب روايته الجديدة التي ستصدر خلال الربيع القادم؛ قبل رواية "مصائد الرياح" التي تشكل الرواية الثانية من هذا المشروع، غير أنه عاد وقال إن نشر رواية "كل الأشياء الجميلة القابلة للكسر" تأخر، حيث فضّل أن يبدأ برواية "مصائد الرياح"، اعتمادا على أن كل رواية من هذه الثلاثية مستقلة بذاتها.

وحول مدى شغف القارئ برواياته واستقباله لها، يقول إبراهيم نصر الله: "القراءة المتسلسلة ستمنح القارئات والقراء فرصة لتأمل أطروحة هذه الثلاثية، التي تبدأ أحداثها زمنيا منذ فجر التاريخ (كل الأشياء الجميلة القابلة للكسر)، ثم مرورا بالقرنين 20 و21 (مصائد الرياح)، والرواية الثالثة التي تدور أحداثها في المستقبل".

ومن المتوقع أن تصدر وتنشر الرواية الجديدة لإبراهيم نصر الله خلال سبتمبر/أيلول المقب في بيروت عن "الدار العربية للعلوم"، وطبعة فلسطينية خاصة عن "دار طباق" في رام الله، كما تصدر طبعة مصرية عن "دار الشروق" في القاهرة.

حينما كانت الرواية ما تزال تتلمس طريقها على أعتاب الشعر العربي، كان إبراهيم نصر الله نجما في القصيدة، وأفقا في الفن الشعري، ومدرسة وطريقة ورؤية، عكستها دلالات وعناوين أعماله الشعرية الباكرة، في قلب مشهد الشعر الذي كانت له صولات وحضور، تستحي أمامه السرود والحكايات عند أبوابه وتكاياه.

وحينما قرر الأديب الفلسطيني خوض غمار تجربة السرد الروائي، لم يأت عبر "ورشة إبداع" أو دار نشر أو وكيل أدبي، أو جمعية تكفل الأدباء الأيتام من أصحاب تجارب الهامش أو المركز.

غير أن تجربة إبراهيم نصر الله الروائية -كشأن تجربته الشعرية- دأبت على حضوره الطليعي والطبيعي في قلب المشهد الفلسطيني والعربي في آن، واقترنت كلتاهما بنجوميته المبكرة في الأدب، وعزلته التي تضج بحضوره، كما بقيت غير قابلة للتظاهر الإعلامي أو التمظهر إلا في سياق يخدم رسالتها وخطابها الرفيع ومواضيعها ولغتها وتيماتها المتعددة، واللصيقة بفن وحرفية وتربة الأرض والإنسان الفلسطيني.

وبما حمله أدبه ونتاجه الغزير من هوية ناسه وقضيته، كما لم تفارق أعماله في سياقات عدة سدة التتويج والتقدير واحتفاء القارئ العربي والعالمي بها، في بلدان وقارات مختلفة وصلت إليها رواياته المترجمة إلى أبرز لغات العالم الحية، كما وصلت أعماله الشعرية وسط احتفاء سمفوني وأكثر من نشيد كوني، وبعناية واهتمام كبيرين من جهات ومؤسسات ذات تقاليد أصيلة، لم تكن تعنى بالتربيطات ولا بعلاقات الزلفى، ولا بطابع الكرنفال العابر، أو بفرط ملتقيات وعناوين ولافتات شتى بين الأصدقاء والأقارب والأباعد عربيا وفي الشتات.ذلك أن المنجز الإبداعي المتنوع، أدبا وموقفا، لا يستهان به. ففي حال تجربة إبراهيم نصر الله، وبالخصوص إذا ما نظر إلى الأمر من زاوية حضوره وتأثيره وامتداده بأولويات الأدب الفلسطيني المقاوم بالكلمة والطلقة، نجد أنه منذ صدور رواية "سعيد أبو النحس المتشائل" لإميل حبيبي، وتأثير أدب غسان كنفاني، وتصدر شعرية محمود درويش، وتوقيع "حنظلة" العلي، وقصائد توفيق زياد وسميح القاسم، وأفكار إدوارد سعيد في النقد الاستشراقي، وروايات وقصص رشاد أبو شاور وزياد خداش وآخرين كثر، والأدب الفلسطيني يأخذ أبعادا في التحقق والانتشار والتأثير، وتعدد الخطاب الثقافي لفنون الإبداع الجامعة، بفن ينحو بجمالياته ومفارقاته بعيدا عن المباشر والجماهيري، والمتسيس المتخندق، أو المراوغ بالمعنى الأيديولوجي الضيق للكلمة.

لقد استطاع أدب نصر الله أن يذكر "بالتغريبة الفلسطينية"، كما جسدتها بعض تماثلاته وشواهد رواية "باب الشمس" للراحل إلياس خوري، المتعشق للقضية حتى آخر لحظة من حياته.

فيما جسد إبراهيم نصر الله، عبر رواياته وأعماله الشعرية المتعددة، حيوات وتقنيات في التمثيل السردي عبر ثلاثياته الروائية الشهيرة، وأحداث مثلت الصوت الفلسطيني وغزلت حكايات شعب وتاريخ وتبعات وأثر، أوضحت صورة "الملهاة الفلسطينية" عبر الأدب، بكل جوانبها ومفرداتها، وبكل أبعادها الحاضرة والماضية، بعين تحكي ورؤية مقاتل يكتب، فلا مكان للمهادنة في قاموسها ونضالها الأدبي، الشاهد على استمرار العدوان الصهيوني على فلسطين وغزة بوجه خاص.