الرواية السورية ضرورة وطنية تحتاج لتخطي الخلافات

اثنين, 18/08/2025 - 05:05

"الرواية السورية مدعوّة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى أن تؤدي وظيفة مزدوجة: التوثيق بضمير حي، والتخيل بمسؤولية. أن تكون معنية ليس فقط بما جرى، بل بما يمكن أن يكون. فالأدب، في لحظات كهذه، ليس ترفا أو ملاذا فرديا، بل ضرورة وطنية".

بهذه العبارة يصف الروائي السوري الشاب غيث حمور الدور المفترض للرواية في سوريا الجديدة بعد سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ومثله يرى العديد من الروائيين السوريين أن للرواية دورا محوريا في هذه المرحلة الحساسة من عمر البلاد، إذ لطالما كان الأدب مرآة تعكس آلام المجتمعات وآمالها، وتوثّق تحولاتها، وتمزج بين التوثيق والتخييل لتنتج نصوصا جمالية تترك آثارها في الوجدان وتسهم في تشكيل الوعي، في حين يرى روائيون آخرون أنه لا دور للرواية في الوقت الحالي لأسباب متباينة.

ومع انفتاح الأفق السياسي والاجتماعي في سوريا الجديدة، تبدو الرواية أمام فرصة تاريخية لإعادة صياغة سرديات السوريين، واستكشاف ما لم يكتب بعد عن الثورة وما تلاها، بعيون تتطلع إلى المستقبل بقدر ما تنبش في الماضي.

يؤكد حمور في حديث للجزيرة نت أن الرواية السورية، كما هو حال الأدب عموما، تلعب دورا محوريا في صياغة الوعي وصناعة المستقبل "ليس فقط بوصفها أداة للتعبير، بل بوصفها سجلا عميقا للتحولات، وأحيانا شهادة دامغة على الجريمة أو النسيان".

ويضيف الروائي الشاب "خلال السنوات الماضية، ومع تصاعد الاستبداد والعنف، اندفع كثير من الكتاب إلى المنافي، وهناك وُلد ما يُعرف بأدب المنفى السوري، الذي حمل في طياته وجع الوطن، ومآسي الشتات، وتفاصيل اللجوء والاقتلاع القسري".

ولكن اليوم، بعد التحولات السياسية والمجتمعية العميقة التي نشهدها، وخاصة مع انهيار قبضة النظام وبدء السوريين باستعادة بعض من صوتهم داخل البلد، فإن هذا الأدب أمام تحدٍ جديد: أن يعود من المنفى إلى الداخل، لا جغرافيا فقط، بل على مستوى الخطاب والتأثير.