مقهى "مام خليل" شاهد على حكايات أجيال متعاقبة

اثنين, 11/08/2025 - 00:51

في قلب أربيل، حيث تتردد أصداء التاريخ وتتعانق روح الأصالة، يقف مقهى "مام خليل" شامخا، ليس مجرد مكان لتناول الشاي، بل رمزا حيا وشاهدا على حكايات أجيال متعاقبة، وحافظا لذاكرة مدينة بأكملها.

تأسس هذا الصرح العريق في عام 1952، ليصبح منذ ذلك الحين جزءا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والثقافي لأربيل.

يروي محمد خليل، الابن والوريث الذي يدير المقهى حاليا، بحس من الفخر والمسؤولية عن هذا الإرث الثمين، "مقهى مام خليل يمثل تاريخا من تواريخ أربيل ورمزا للمحافظة"، هكذا وصف محمد خلال حديثه للجزيرة نت المكان الذي يعتبره أهل أربيل معلما لا يجهله أحد من أبناء المدينة.

بعد وفاة والده في عام 2015، عاد محمد من خارج العراق ليحمل على عاتقه مسؤولية الحفاظ على هذا الصرح، مؤكدا: "عدت لإدارة المقهى لأنه تاريخ والدي والمحافظة، وقد حرصت على الحفاظ عليها وجعلتها أفضل من ذي قبل"، وهذا الالتزام يعكس مدى تعلق العائلة بالمقهى، ودور المقهى في الهوية الأربيلية.

جدران مقهى "مام خليل" هي بحد ذاتها معرض حي لقصص أربيل وشخصياتها. تتزين الجدران بمجموعة فريدة من الصور الفوتوغرافية لشخصيات بارزة من المدينة، من سياسيين وفنانين ورياضيين.

يشير محمد إلى أن والده، مام خليل، كان شغوفا بجمع هذه الصور التي تعكس تاريخ المدينة وشخصياتها المؤثرة، وكانت أول صورة عُلقت على الجدران هي صورته الشخصية، لتكون بذلك بمثابة حجر الزاوية لذاكرة المقهى المصورة.

ويتميز مقهى "مام خليل" بموقعه الفريد داخل مبنى "القيصرية" التاريخي، الذي يعود تاريخ بنائه إلى ما يقارب 280 عاما، ويُعد أول قيصرية في أربيل. هذا الموقع يضفي بعدا إضافيا على أهمية المقهى، رابطا إياه بجذور أربيل العميقة وتراثها المعماري الأصيل.