خبراء يطالبون باعطاء تسمية جديدة للجوع فى غزة

اثنين, 30/12/2024 - 21:28

حذرت منظمة رائدة لمراقبة الجوع في العالم،العام الجارى خمس مرات من أن غزة تترنح على شفا المجاعة.
وكانت في كل مرة، تحجم المنظمة عن إعلان تفشي المجاعة.
أمضى جريجوري شاي، وهو طبيب أطفال متقاعد من كاليفورنيا، شهر أكتوبر تشرين الأول في علاج الصغار في غزة. وبالنسبة له بدا الأمر وكأن المجاعة تنهش القطاع الفلسطيني،المحاصر بالنار.
وكان شاي يعالج المرضى في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. وروى أن أغلب الأطفال الذين عالجهم كانوا يقتاتون على الخبز والأرز.
وكان الدكتور شاي متطوع في منظمة ميد جلوبال غير الربحية ومقرها الولايات المتحدة.
وقال الدكتور شاي إن الأطفال في غياب الخضراوات والفواكه واللحوم يفتقرون إلى الفيتامينات والمعادن اللازمة للوقاية من الأمراض.
وذكر أنه في معظم الأيام عالج في المتوسط 40 مريضا جديدا في المستشفى، العديد منهم كانوا مصابين بحالات شديدة من الالتهاب الرئوي فيما عانى عدد آخر من التهاب السحايا، وهو مرض يمكن أن يؤدي إلى الوفاة في غضون ساعات.
وقال الدكتور شاي إن الأطفال حديثي الولادة في كثير من الأحيان كان حجمهم صغيرا بالنسبة لأعمارهم. وعاني بعضهم من عيوب خلقية أو تعفن الدم، وهو عدوى في الدم تعد سببا رئيسيا لوفاة الرضع.

شارك الدكتور شاي في 35 رحلة لتقديم المساعدة الطبية خلال العقد الماضي.
وقال  شاي“لم يسبق لي أن رأيت مثل هذه الأنواع والأعداد من المصابين بالعدوى كالتي رأيتها في غزة، فقط انظر إلى هؤلاء الأطفال وستدرك أن هناك مجاعة”.
ويقول كثير من خبراء الأمن الغذائي وعمال الإغاثة والأطباء إن المجاعة بدأت في غزة منذ عدة أشهر. لكن مع استمرار القصف الصهيونى والقيود المفروضة على الحركة، واجه المحللون في التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو المرصد الرئيسي لمراقبة الجوع في العالم، صعوبة بالغة في الوصول إلى البيانات المهمة حول مستويات سوء التغذية الحاد والوفيات غير المرتبطة بالقتال.
وتعد هذه المقاييس أساسية بالنسبة للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي لتحديد ما إذا كان الجوع قد بلغ من الناحية النظرية مستوى المجاعة.
وتستخدم تقارير التصنيف المرحلي المتكامل مقياسا من واحد إلى خمسة لتصنيف المناطق التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي الحاد. ويتدرج هذا المقياس من الحد الأدنى من انعدام الأمن الغذائي إلى مرحلة انعدام الأمن الغذائي الحاد ثم الأزمة‭‭‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬‬‬ثم انعدام الأمن الغذائي الحاد الطارئ‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬وأخيرا المجاعة.
وتدنو غزة بإطراد من مستوى المجاعة إلا أنها لم تبلغه من الناحية النظرية. وحذرت لجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المرحلي من أن المجاعة وشيكة في مناطق بشمال غزة.
ويدعو بعض الخبراء التصنيف المرحلي إلى خفض معياره لتحديد المجاعة في المناطق التي تمزقها الصراعات وتوسيع أنواع البيانات التي يستخدمها.
وحسب مصادر في إثيوبيا واليمن والسودان، وجدت رويترز أن الحكومات أو معارضيها عرقلوا أو زوروا البيانات التي يتلقاها التصنيف أو حاولوا إلغاء نتائجه.
وتثير الفجوة الظاهرية بين ما يحدث على الأرض وكيف يحدد التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الأوضاع في غزة العديد من التساؤلات: هل يحتاج التصنيف إلى تعريف أكثر مرونة للمجاعة؟ كيف يمكن للتثبت من حدوث المجاعة أن يحدث فرقا عمليا أو قانونيا؟ وكيف يمكن للتصنيف التغلب على القيود في جمع البيانات وتقييمها؟
وقال  محلل الامن الغذائي دالمار أيناشي، في منظمة كير للإغاثة “إذا لم نتمكن من الوصول إلى معلومات بالغة الأهمية، فإن تأكيد حدوث المجاعة يصبح مستحيلا وكذلك إنقاذ الأرواح”.
وقال أيناشي لرويترز “في ظل فوضى الصراع فإن التشبث بمقاييس تعتمد على الكم ولا يمكن التحقق منها ليس أمرا غير واقعي فحسب بل إنه إهمال قاتل يهدد بالتخلي عن شعوب بأكملها لتعاني وتموت في صمت”.
وقال خوسيه لوبيز مدير البرنامج العالمي في التصنيف المرحلي إن المنظمة تعتمد على أنواع مختلفة من الأدلة “لضمان أن تكون نتائج التحليل قوية وبالتالي موثوقة”.
لكن على الرغم من ذلك فإن إعلان حدوث مجاعة ليس الحل السحري. فكما ذكرت رويترز وصلت مساعدات محدودة إلى مخيم زمزم السوداني للنازحين والذي قال التصنيف المرحلي إنه يواجه مجاعة. وعلاوة على ذلك إذا لم تتدفق المساعدات إلا عند اكتشاف المجاعة، فهذا يعني أن الأوان قد فات إذ يتعين إيصال المساعدات الغذائية والطبية قبل ذلك بكثير قبل أن يموت الناس جوعا.
وقال لوبيز إن الحكومات وغيرها من الجهات القادرة على المساعدة في معالجة مشكلة الجوع لا بد وأن تتحرك “قبل تأكيد أو حتى توقع حدوث مجاعة… مجرد تغيير المصطلحات لن يعالج هذه القضية في الأغلب”.