تعهد الرئيس المنتخب لشعبه بطلاق المفسدين ومحاربة الفساد ولذا وجب نصحه وتبيان الخطوات التي يجب ان يسلك، والعقبات التي ستقف امامه.
أولا: لا شك ان تعهد الرئيس المنتخب بمحاربة الفساد والمفسدين هو اعتراف صريح بوجودهما، وحين نقول الفساد من اعلى منبر في الدولة فإننا نعنى دون شك الذين جربناهم وشغلوا معنا مناصب في تسيير الشأن العام، ورأينا فسادهم رأي العين.
ولكي نخرج الرجل من دائرة الحرج نقول له ان كل الذين خدموا معه مفسدين باتفاق اربع مليون شخص" امتى لا يجتمع على الضلال"، والجميع يدرك ذلك والشعب يعرفهم واحدا تلو الاخر، بدء من الوزراء والامناء العامون ومديري القطاعات ورؤساء المصالح كلهم مفسدون واباطرة فساد، وضف الى ذلك رجال الاعمال الذين تخرج الجميع من مدارسهم.
ثانيا: سوف توضع امامك العراقيل وتخلق لك المشاكل من عدم، بدء من رفع الأسعار وانتهاء بخلق الازمات الداخلية والخارجية، لكن كل ذلك لا يتطلب أكثر من صبر ساعة وموالاة الشعب.
ثالثا: لا يتطلب الامر الا الى النزول للشارع العام وانتقاء وزرائك من هناك، واحرص على ان لا يكون من بينهم من سبق وكان رئيس مصلحة، ومن الأفضل ان لا يكون موظفا للدولة، لا تضع على التعليم الا متعلما ولا على الصحة الا طبيبا، ونفس الشيء بالنسبة للوظائف الأخرى، وان لم تجد، فوزر من المزارعين والمنمين والمتسولين، ولا تدر وجهك لمن سبقوا ان تقلدوا وظائف في الدولة، هذا إذا كنت تريد اصلاحا وجادا في محاربة الفساد والمفسدين.
الذين عارضوك ما عارضوك الا لسبب وجود الذئاب المفترسة معك، وبعض الذين والوك وهم في اخر الطابور ما والوك الا صبرا حتى يغير الله الامر من حال الى حال، فعض بالنواجد على عهدك لشعبك ولا تذقه مرارة خمس حجج أخرى كالسابقة.
سيدى الرئيس ستسأل وحدك عن هذا الشعب يوم تنطق الا الأيدي والارجل، فاحملها وحدك ما زلت قادرا على التبرير، وتفادى المأزق و"خير الخطائين التوابين", و"من تاب واصلح تاب الله عليه".
سيدي الرئيس اسمعها منا ما زلت قادرا على الاستماع "كل الذين معك مفسدون وفاسدون وهم سبب خراب وويلات الأنظمة التي سبقتك، بدء من ولد هيدالة وانتهاء بك في مأموريتك الأولى".
سيدي الرئيس الحقيقة مرة ومؤلمة لكنها تبقى حقيقة وهي العليا، والله حق ولا يحب الا الحق، والكذب حرام والله لا يحبه، واصحابه في الدرك الأسفل من النار، والعياذ بالله ولست في حاجة الى ان اذكرك بجزاء المفسدين في نص القران الكريم، لأنه من المفترض ان تكون حفظت تلك الآيات يوما ما، فانزل بهم ما امرك الله تسلم، ولله الامر من قبل ومن بعد.
التحرير