ليست ولاية كيدي ماغة نشازا، ولا هي وحدها التي تعاني اصنافا قبيحة من الإهمال الإداري الممنهج، الامر الذي جعلها وصويحباتها في ذيل الركب منذ أكثر من سبعين سنة خلت.
ولكي لا نطيل على القارئ سندخل الموضوع دون مقدمات أو إطالة.
قامت وكالة السواحل للأنباء بجولة في أغلب مقاطعات ولاية كيدي ماغة، وخاصة تلك الحدودية منها بعد اشاعات عن دخول الجيش المالي ومنظمة "فاغنر"، الى هناك وايذاء السكان.
لم يجد فريق الوكالة دليلا على دخول الجيش المالي او المنظمة العسكرية الروسية الى الأراضي الموريتانية , ونفى السكان الامر جملة وتفصيلا , وبعكس ذلك لا حظ الفريق ان القرى الموريتانية الحدودية لا تتعامل الا مع القرى المالية وتأخذ منها كل حاجياتها ويتداوى الناس في المستشفيات المالية, الأمر الذي لا يجرى بينهم والولاية التابعين لها" ولد اعل بابي" بسبب الأدوية المزوة و صعوبة التضاريس وانعدام الطرق وصعوبة اسعار النقل والارتفاع المذهل لأسعار المواد الغذائية في بلادهم "موريتانيا" وتدنى أسعارها في الدولة الجارة "مالي", وبالتالي لا يتعاملون ولا يتداوون ولا يأخذون حاجياتهم الا من مالي.
وأكد الواقع على الأرض الإهمال الممنهج من قبل السلطات الإدارية العليا في الولاية، فمثلا وليس حصرا مقاطعة غابو , حاكم المقاطعة يسكن بين نواكشوط وسيلبابي ولا يدخل المقاطعة الا في المناسبات التي تفرض وجوده مثل زيارة وزير او ما يماثل ذلك , وكذلك الامر لمفوض الشرطة وقائد الحرس ومفتش التعليم وغيرهم من رؤساء المصالح , لا يدخلون المقاطعة الا في المناسبات, وحدهم الحاكم المساعد وضباط الصف من الشرطة والحرس ومديري المدارس هم الذين يكابدون الهموم وحدهم مع انعدام الكثير من الصلاحيات .
وسجل الفريق الغياب نفسه بالنسبة للمقاطعات الأخرى مثل: ومبو والتاشوط وولد ينجه.
كما سجل الفريق تهالك المدارس في اغلب القرى ونقص الكادر التربوي بصورة مخلة، ومسيئة للمواطنين والاجيال الذين لا تجد نسبة 65 في مائة منهم فرصة التعلم بسبب نقص الكادر ونقص الفصول الدراسية، والإهمال الكامل من قبل الإدارة الجهوية للتعليم والمفتشية.
وليس واقع البيئة أحسن حالا من غيرها اذ خلال ثلاث سنين مقبلة بهذه الطريقة التي يجهز فيها الرعاة والحمامة على الأشجار، لن يكون هناك غطاء نباتي مطلقا.
وسجل الفريق اعترافات خطيرة من الرعاة والحمامة , مفادها ان القائمين على البيئة في الولاية لا يهمهم الا مبالغ مالية تدفع لهم شهريا بالنسبة للحمامة وحسب فرصة اللقاء بالنسبة للرعاة.
يتواصل