وكالة السواحل للأنباء:اكد الخبير في الشؤون العسكرية الروسي أليكسي ليبيديف، إن بلاده تستعد لشن هجوم كبير على أوكرانيا ستعتمد فيه، بشكل كبير، على قنابل "آر بي كيه 500" العنقودية.
وأضاف الخبير الروسي في تصري لـصحيفة"إرم نيوز" أن ما يميز قنابل "آر بي كيه 500" العنقودية أنها "متوافرة بشكل جيد لدى القوات الروسية، وأثبتت فعاليتها التدميرية على الجبهة، حيث يمكنها إطلاق 100 إلى 300 ذخيرة فرعية عالية السرعة، وهذا كفيل بأن يحرق الأرض أو يخفيها تمامًا من تحت أقدام القوات المستهدفة".
وأشار الخبير إلى أن روسيا استخدمت هذه القنابل التي يصل وزنها إلى نصف طن لأول مرة على الجبهة الأوكرانية، في نوفمبر 2023، لكن من أجل استخدام هذا النوع الذي يعد قديمًا نوعًا ما، يجب في البداية استهداف الدفاعات الجوية للعدو بشكل كامل لضمان وصول القنبلة دون أي اعتراض، لكن هناك ميزة هي إمكانية إلقاء القنبلة عن بعد عبر مقاتلات سوخوي 34، وبهذا لا تكون هناك ضرورة لتحليق الطائرات بشكل قريب من الهدف.
وأكد الخبير العسكرى ليبيديف أن التحصينات الأوكرانية وقفت عاجزة كليًا عن التعامل مع هذه القنابل والكثير من المشاهد نشرت تظهر تأثير هذه القنابل وذخائرها الفرعية حين ترتطم بمراكز القيادة الأوكرانية، ربما هذه الانطلاقة وتدمير التحصينات بشكل كلي دليل على أن القوات الروسية تمهد الطريق لهجوم واسع النطاق على كل الجبهات.
وردا على سؤال عن الاستعداد للهجوم الصيفي الروسي المرتقب الذي يتحدث عنه الإعلام الغربي، أفاد الباحث في الشؤون العسكرية والإستراتيجية أوليغ كوستيوتشينكو، بأنه "لاشك أن الهجمات الروسية متواصلة بشكل كبير وارتفعت وتيرتها في الآونة الأخيرة تمهيدًا لتحقيق الأهداف الكلية للحرب، والحديث عن هجوم الصيف واقعي، فالمناخ يلعب دورًا كبيرًا في اختيار مواقيت الهجمات والصيف أكثر الأوقات المناسبة لتحرك المشاة والآليات".
وأوضح كوستيوتشينكو لـ"إرم نيوز" أن "الجيش الروسي يركز على استهداف التحصينات عبر عدة جبهات، وهناك أسحلة دخلت لقائمة ما تستخدمه القوات على الجبهة منها القنابل الإنزلاقية العنقودية التي يتم استخدامها بكثرة حين تكون هناك رغبة بالتقدم على الجبهة كونه قادرًا على تدمير التحصينات واستهداف التجمعات بشكل مباشر وإمكانية صد هذا النوع تكون أحيانًا شبه مستحيلة، وبعد ضرب هذه التحصينات وإحداث خروقات فيها تكون مهمة التقدم لقوات المشاة أسهل وآمنة في نفس الوقت ويكون التقدم محسومًا".
وأشار إلى أن روسيا لا تريد أن تدخل في أي هجوم لا تكون احتمالية نجاحه مضمونة فأي فشل في الهجوم ستكون ارتداداته كبيرة، لذلك بدأت القوات بضرب التحصينات وستستمر بذلك لمدة قبل أن يتم الهجوم الكبير الذي سيقلب الموازين رأسًا على عقب.
و نشرت صحيفة "بوليتيكو" بنسختها الأوروبية تقريرًا قالت فيه نقلاً عن ضباط في الجيش الأوكراني إن "الجبهة ستنهار في الصيف لا محالة في ظل نقص الذخائر والقوات".
وتعقيبًا على تقرير الصحيفة، أكد الخبير في الشأن الأوكراني سيرغي ناركيزوف، أن "ما نشر صحيح كون المعطيات كلها تشير إلى أن القوات الأوكرانية دخلت في مرحلة الاحتضار لعوامل عدة أثرت بشكل مباشر وملحوظ، فأولى المعطيات نقص الذخيرة، وبمتابعتي للمجريات والتقارير فإن الجيش الأوكراني، خلال شهرين، لن يكون لديه أي نوع من الذخيرة لاستخدامها على الجبهة".
ولفت إلى أن "الأزمة الأهم هي الجنود، فإذا استطاعت أوكرانيا تأمين الذخيرة فهناك نقص كبير في العدد، وحل الموضوع لا يعتمد على أي دعم عسكري، الأمر متعلق بالداخل الأوكراني، وشاهدنا قانون التعبئة الجديد الذي يدل على أن كييف ستجر الجميع إلى القتال"، منوهًا إلى أن "هذه العوامل مجتمعة يضاف إليها الهجوم الروسي الواسع المرتقب سيجهز على القوات الأوكرانية بشكل كامل ومعركة الصيف ستكون الأخيرة إذا ما تدخل الغرب بشكل مباشر في هذه المعركة".
وخلُص الباحث إلى القول إنه "لتخرج كييف من هذا المأزق لابد لها أن تعلن النفير العام الواسع، يعني أن يكون كل سكان أوكرانيا حاليًا جنودًا رجالاً ونساء، يضاف إلى ذلك تأمين ذخيرة بكميات كبيرة وبأسرع وقت وبأي ثمن، وبهذه الحالة ربما تستطيع الصمود أكثر وهذه النقاط يصعب تحقيقها من وجهة نظري خلال أشهر قليلة".