وجهة نظر:حان لحزب الصواب ان يزيل عنه ضرر "ايرا" ويرفع الحرج/محمد الامين لحبيب

خميس, 25/01/2024 - 11:32

عرف البعثيون على مر التاريخ انهم اذا خالطوا انسانا لابد ان يؤثر فى سلوكه، لانهم وطنيون اكثر من اللازم واخلاقيون اكثر من ذلك ، ويؤثرون الناس على انفسهم خوفا على هذا البرزخ القصى من الامة العربية مما يتهدده، من فناء، ممنهج ومدروس من قبل المستعمر الفرنسي وعملاءه فى الداخل ، والخارج.
اثر السجناء البعثيون(1981 الى 1998) فى سجانيهم وحراس سجونهم، حتى اصبحوا بعثيين بالولاء،من شدة الاعجاب بقيم واخلاق مسجونيهم، الذين خيل لهم انهم وحوش كاسرة ومردة فاجرة،وفراعنة غافلة، وهو الامر الذي ضحدته المعاشرة والمعرفة عن قرب.
كما اثروا فى سلوك تيارات سياسية معروفة بالتطرف، والعمالة للاخر، فى سنوات العمل السياسي السري، التى اكرهت الجميع على التعاطى والتعامل لمواجهة الانظمة القمعية.
ولكنهم هذه المرة عجزوا عن ترويض حصان واحد ،اقتربوا منه، وحاولوا امتصاص نقمته على اهله وعلى نفسه، فصاروا له اكثر قربا حين احتضنون ، بعد ان وجد نفسه معزولا، كالشاة الجرباء، حتى رفاقه فى العقيدة تنكروا له،ولكنه حين وجد ملجأ عجز عن معرفة ذاته وعن الاستفادة من الوسط الذي احتضنه وهو فى امس الحاجة لذلك ، وازداد مكابرة وصورت له نفسه انه هو من يرفع السماء عن الوسط الذي احتضنه وانهم هم المحتاجين اليه، فازداد حدة وعنفا، حتى اضاع بريق هؤلاء وقلل من احترام الناس لهم.
كان حزب الصواب يريد ان لاتبقى حركة"ايرا" طريدة كالشاة الجرباء ، بسبب كثرة الابرياء الذي غررت بهم قيادتها، وشحنتهم بغازات سامة قاتلة لهم اولا ولشعبهم حين يقومون بما يؤمرون.
ولكن حزب الصواب عجز عن تروبض السيد بيرام ، رغم الافاق الرحب الذي فتح له، والدروس الاخلاقية والوطنية والعلمية التى قدمت له، وتم التعامل معه بها، على رغم تعامله هو مع نفسه ومع الحزب الذي احتضنه، ولم يجنى الحزب من ذلك الا الضرر الحقيقي ، حين اصبح بعض الناس يخافون من الانتساب له، ويسمعون خطابات الرجل الذي يحتضن ، نفسها قبل احتضانه او اشدة زيغا وقسوة.
كما وجد اعداء البعث من الاحزاب السياسية ، سواء فى "المعارضة" وهم الاشدة قسوة ، او فى "الوالاة"،وسيلة لتشويهم حزب الصواب وابعاد الناس عنه، ويذهب بعضهم الى ابعد من ذلك ويسمه بالتطرف ، ويروج ان ما تقوم به "ايرا" مبارك من قبل الصواب.
ولكن الوقت لم يضع بعد، فمازال بامكان حزب الصواب مصارحة زعيم "ايرا"بضرورة الانسحام بخط الحزب وهو ملزم قانونيا بذلك ،بصفته نائبا برلمانيا عنه، هذا اذا كانت المواثيق لاتعنى له شيئا، او التنأئى عن "ايرا"وزعيمها، وتركهم يسلكون سبيلهم فى البحر الذي شاءوا.

وفى محصلة القول "ايرا"لم تزد حزب الصواب الا ضررا وحرجا، وهو ليس مضطرا لذلك ولا هو بالفريضة او المندوب.

وجهة نظر خاصة