صحيح ان استشهاد هذا العدد الكبير من الاطفال والنساء والشيوح والشباب فى غزة والضفة والقدس فاتورة ثقيلة ، ومؤثرة، لكنها ايضا فاتورة رابحة مرتين، اولا لان الموت مكتوب علينا وموتنا شهداء وموتنا على الفراش باي سبب او بلاسبب ، لن يكون الا اذا حان الاجل فقط"اذا جاء أجلهم لايستاخرون ساعة ولا يستقدمون.."، الفرق بينهما شاسع،فمن نال الشهادة فهو لم يمت بل عند ربه يرزق، ومن مات موتة طبيعية فقد مات،واما ثانيا فان كل هذه الارواح الزكية، هى عنوان تحرير فلسطين من استعمار همجى دموى على مر اكثر من 70سنة.
ولن يعود الزمن الى الوراء ،وعجلة التحرير مستمرة ، وطاحونة الواقع تطحن العدو والجبناء وامبراطورية الشر الامريكية والغرب معهم معا.
سيأتى يوم ترى فيه الامة جيشا واحدا وعلما واحدا شاء من شاء وابى من ابى،فالشعب العربي قد فطم وبلغ اشده ولم يعد مستعدا لقيادة وكلاء الاستعمار له ،ويتجلى هذا فى شوارع نواكشوط والقاهرة وروما وباريس والرباط وغيرها،مايحدث هناك وكناك ، ليس تعاطفا فقط بل هى. ثورة تستعد للوثوب.
وحكامنا يدركون ذلك جيدا ،ويستوى منهم من اخذ الحكم بدبابة او صناديق اقتراع مزورة، او ورث الحكم دون عناء ، كلهم يدركون ان الشعب العربي قد بلغ الفطام ،وستخر له الجبابرة ساجدين، وقد اقبل اليوم الذي سيتم فيه الحساب الدنيوى.
التحرير