لا نامت أعين الجبناء "يا أشباه الرجال ولا رجال"!

سبت, 30/12/2023 - 14:33

حين اتفق فرعون ومن معه على قتل موسى عليه السلام أنقذه "رجل". "يا أشباه الرجال ولا رجال"!
يقول سبحانه وتعالى: ﴿ وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ ﴾ [القصص : 20].
صدق الله العظيم
"يا أشباه الرجال ولا رجال"!
يقتلني ألمهم.. ويهد عزمي عمق جراحهم.حين اقرا لي .
أبو ريشة يتلوى ويقول:
رب وامعتصماه انطلقت
ملء أفواه الصبايا اليتّم
لامست أسماعهم لكنها
لم تلامس نخوة المعتصم
نعم.. لم تلامس النخوة ولم تلامس الرجولة..
ولا زالت "يا أشباه الرجال ولا رجال" تقرع آذان الخونة وتدك صروح الجبناء..
تذكروا أن الرجولة تتجلى في المواقف..
فإلى كل عالم أعمت أبصاره إضاءات القنوات الفضائية فلم ير سيول الدم في غزة..
وإلى كل حاكم أصابته حمى الالتصاق بعرش رخيص فلم يقدر على النهوض لنصر الأطفال والنساء.. والشيوخ...
وإلى كل إعلامي أمضى عمره لهثاً خلف حطام زائل فتشقق حلقه فلم يعد يتكلم بالحق..
وإلى كل أثرياء العرب وتجار المسلمين.. "يا أشباه الرجال ولا رجال"!
أصرخ فيكم بمقولة نبي الله لوط حين قال: ﴿ أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ﴾ [هود : 78].
"يا أشباه الرجال ولا رجال"!
حرائر غزة وشيوخها وأطفالها يستصرخون وامعتصماه :
لم تكن صرخة  شراة العلوية الهاشمية إلا صرخة أسيرة  في أغلال الذل والإهانة ، وقد شقت صرختها سماء التاريخ قبل أن تقع في قلب الخليفة، ليحرك بسببها جيشا  قوامه 90 ألف مقاتل من نخبة المسلمين، ويقودهم خيرة القادة العسكريين للدولة العباسية "يا أشباه الرجال ولا رجال"! .
.وقيل إن "المعتصم" لما أراد الخروج حذره المتملقين من الخروج وإنّ ذلك طالع نحس، وإنه يهزم ويكسر، فلم يلتفت لهم، وعزم على الخروج وغزو الروم؛ فأظفره الله عليهم، وفي ذلك يقول أبو تمام: "يا أشباه الرجال ولا رجال"!
السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ
بيضُ الصَّفائحِ لاَ سودُ الصَّحائفِ في مُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والريَبِ
والعِلْمُ في شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَة ً بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لافي السَّبْعَة ِ الشُّهُبِ
"يا أشباه الرجال ولا رجال"!
إن الرجولة الحقيقية تتجلى في المواقف..
• وفاء العهد من الرجولة.. والصدق في الكلام من الرجولة..
• ونصرة المظلوم من الرجولة.. والكرم من الرجولة..
• والشجاعة من الرجولة.. والعيش من أجل مبدأ من الرجولة..
• والموت من أجل عقيدة.. تمام الرجولة..
"يا أشباه الرجال ولا رجال"!
إذا كان هذا الحجم من  القتل وسفك للدماء الطاهرة وهدم للبيوت وترويع للنساء والأطفال والشيوخ ،  لا يحرككم  "يا أشباه الرجال ولا رجال"! فبالله عليكم ما الذي يمكن ان يحركهم .
طائرات حربية ، زوارق بحرية ، بطاريات مدفعية ، تلقي بحممها المسعورةِ على البيوت والمدارس والجامعات والمستشفيات ، حتى بيوتَ الله لم تسلم من القصف والدمار  . مئاتُ آلافِ الأطنان من القنابل والصواريخ تتساقط  على النساء والأطفال والشيوخ ،فتمزقُ الأجساد وتهشمُ العظام وتناثر الأشلاء ، فتمزجُ الدم بالثرى حتى غدى كل شبر من ارض غزة  منتقعاً بدماء الشهداء وأشلائهم .
انها حرقة قلب وأسف شديد على ما وصلنا إليه من بلاء مقيت وحالة تعيسة ذليلة على يد "أشباه الرجال ولا رجال"!
نعم أقولها وقلبي يقطر دمعاً ودماً على سوء حالنا وقد بلينا بأشباه الرجال: «يا أشباه الرجال ولا رجال».
حرائر غزة وشيوخها وأطفالها يستصرخون :
اللهَ  ... اللهَ يا غزة  ، الله .. الله ايها المجاهدون ، الله .. الله ايها الصابرون
أتضربون ضرب غرائبَ الإبلِ التي لا ربَ لها ولا صاحب ، وأمتكم تملأُ ما زوي لنبيكم من أصقاع الأرض ، وتجوعون وقد حبا الله امتـَكم كنوز الأرض جميعاً  ، وتهانون وجيوش امتكم  تـُعد بالملايين ، لا تالله إذاً تلك قسمة ضيزى ، وذاك حيفٌ وجور .
يا ربَ الأرباب ، ويا مجري السحاب ، ويا هازم الأحزاب ، الى من تكلنا ، الى قريب يتجهمنا ، أم الى عدو ملكته أمرنا ، اللهم إن لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي ، اللهم إنا عبادك ، راضون بقضائك ، عادل فينا حكمك ، فالأمر كله بيديك ، ولا حول ولا قوة إلا بك . أرحنا من "أشباه الرجال ولا رجال"!
بقلم شيخنا سيد محمد