نواكشوط(وكالة السواحل للأنباء):قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في مقابلة نشرت، اليوم الخميس، إن مؤامرات الدول الغربية التي تنحسر هيمنتها هي السبب إلى حد كبير وراء الزج بالعالم في حالة من الفوضى. وحذر لافروف، في مقابلة بمناسبة نهاية العام، نشرتها وكالة "تاس" الرسمية للأنباء، من أنه لا يمكن لأحد في العالم أن يكون متأكدا من الإفلات سالما من المكايد الغربية في عام 2024.
وأشار لافروف إلى أن الولايات المتحدة تحاول فرض مقارباتها الخاصة بشأن مستقبل قطاع غزة، والتي لا تمت بصلة للقانون الدولي، كما كان الحال عليه في أفغانستان والعراق وليبيا والعديد من البلدان والمناطق الأخرى التي دمرت نتيجة مغامرات واشنطن.
وأضاف وزير الخارجية الروسي: "سنركز في المقام الأول على رأي الفلسطينيين أنفسهم، وكذلك رأي شركائنا الإقليميين"، مضيفاً أن للفلسطينيين الحق في إقامة دولتهم الخاصة، والتي تشمل جميع الأراضي الوطنية، بما في ذلك الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة".
وأوضح لافروف أن الموقف الروسي "يستند إلى قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية.. وصيغة إقامة سلام دائم معروفة جيداً، حيث إنها تفترض مسبقاً إقامة دولة فلسطينية مستقلة داخل حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تتعايش في سلام وأمن مع إسرائيل، ومهمة الوسطاء الدوليين هي مساعدة الأطراف على إقامة حوار، يمكنهم من خلاله حل جميع القضايا المتنازع عليها".
واعترف وزير الخارجية الروسي بأن "الأمر ليس سهلا"، وخلص لافروف بالقول: "لكن البديل عن المفاوضات ليس إلا استمرار إراقة الدماء، وبدون أفق سياسي سيستمر الإسرائيليون والفلسطينيون في العيش من تصعيد إلى تصعيد، كما كان الحال منذ 75 عاما".
ولا تلوم موسكو الغرب بسبب الحرب في أوكرانيا فحسب، وإنما ترى أيضا أن اندلاع الصراع في الشرق الأوسط هو نتيجة لإخفاقات السياسة الخارجية الأميركية على مدار فترة طويلة.
وفي تصريحاته لـ"تاس"، دعا لافروف إلى وقف تصعيد الصراع في الشرق الأوسط، وندد بكل من الأعمال الإرهابية و"العقاب الجماعي".
وقال: "من الضروري كسر حلقة العنف المفرغة ورفع الظلم الذي عانت منه أجيال من الفلسطينيين.. وبهذه الطريقة فقط يمكن تحقيق الاستقرار في منطقة المواجهة في الشرق الأوسط بأكمله".