ضعفاء العقول بين سندان الرقاة الشرعيين ومطرقة الدجالين والمشعوذين/شيخنه سيد محمد

أحد, 24/12/2023 - 15:57

ضعفاء العقول بين سندان الرقاة الشرعيين ومطرقة الدجالين والمشعوذين

في غياب تام لأي رقابة وعدم وجود اي تشريع منظم لم يعد باستطاعة المواطن البسيط التفرقة بين الرقية بشقيها الشرعي وما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والسلف الصالح، والرقية المقترنة بنوع من الشعوذة والأجواء الروحانية.

بات الكلام عن طبيب بارع متمكن قليلا بعدما زاحمت الرقية الشرعية هذا المجال العلمي، وأضحى كل من تقطعت به السبل وفقد الأمل وعجزت حبة الدواء عن تسكين دائه يلجأ إلى راق في رحلة التمسك بقشة أمل تخلصه من أوجاعه وآلامه، نفسية كانت أو جسدية.

ولكن بعد اختلاط الحابل بالنابل بين الرقاة وأشباههم لم يعد المرء يفرق ما بين شيخ متمكن من أصول الرقية الشرعية أو من يتاجر بها، لأن الغريق كما هو معلوم يتمسك بقشة.

وأصبحت الرقية الشرعية تجارة تقوم أساسا على بيع المنتوجات المتعددة، بل إن عدة رقاة تحولوا إلى متخصصين في العلاج بالنباتات، ولا يترددون في وصف الأعشاب، والأبخرة، وأنواع أخرى من المياه التي يفترض فيها طرد الجن.

سواء كانوا أغنياء أو فقراء، متعلمين أو أميين، يعتقد زبناء هذا "الطب الغيبي" أنهم "مسكنون" بأرواح شريرة، ويترسخ في أذهانهم أن "الابتهال والدعاء" سيحررهم. "الرقية تبدأ أولا بالتشخيص، لتحديد إن كان المريض مصابا بمس، أوضحية للسحر أو العين الشريرة، ثم بعد ذلك ينطلق العلاج الذي قد يستغرق عدة حصص في غرف تشبه حجرات المستشفيات العقلية، يعكف رجال على ترديد تعويذات لطرد السحر.. في جانب من هذه الزنزانة المؤثثة بالوسائد، تقوم امرأة مغطاة بالكامل بحركات مرتجلة تحاول مسايرة إيقاع ما يردده الشيخ، وتطلق صرخات حادة وتنطق كلاما غير مفهوم. تحتد المواجهة بينما يواصل الشيخ محاولاته لإقناع "الجن " بمغادرة جسد هذه "المسكونة". لقطات تتكرر عبر منصات التواصل الاجتماعي والأدهى والأمر  أنها صارت تبث علي القنوات التلفزيون في تغاض تام من السلطات عنها أو وضع ضوابط تحكمها أو سن قانون في تنظيمها مما جعلها مهنة لجمع المال على حساب ضعفاء العقل و العقيدة دون رادع 

بقلم شيخن سيد محمد