قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في حديث لـRT إن الاتفاق على هدنة إنسانية في غزة وسط تبادل الرهائن والأسرى أمر جيد لكنه غير كاف ويجب وقف الحرب وضمان أمن الجميع.
وأضاف الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وإفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، خلال فعالية بمناسبة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني لقناة "RT" مع موفدنا خالد الجبوري: أنه منذ البداية دعت روسيا إلى وقف الأعمال العدائية، وإلى إطلاق جميع الرهائن، وأن يخرج من غزة من يريد الخروج، وإلى إنهاء هذه المأساة الدموية حيث قُتل آلاف الناس الأبرياء. وإذا استمرت الحرب سيزيد عدد الضحايا. وهذا ما يدعوه إليه زملاؤنا العرب أيضا.
ولفت بوغدانوف إلى مشاركته في قمة القاهرة التي نظمها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث كان المشاركون العرب، والأفارقة، ومن روسيا والصين وتركيا، يدعون إلى وقف إطلاق النار، فيما المشاركون الغربيون للأسف إلى استمرار الحرب، وقالوا إن الهدف هو تدمير حماس.
وأضاف أن تدمير حماس يعني تدمير القطاع بأكمله وقتل آلاف الأبرياء، هنا تكمن المشكلة. والحديث عن الهدن الإنسانية جيد، وتتم الآن عملية تبادل الرهائن والأسرى، وهناك نتائج ملموسة، حيث تم إطلاق سراح النساء والأطفال، ولكن هذا ليس كافيا، فيجب إنهاء الحرب بشكل كامل، والرجوع إلى المسار السياسي لتحقيق الأمن للجميع.
ما تقييم الجانب الروسي لتعاون إسرائيل في تحرير المواطنين الروس؟
قال بوغدانوف ردا على سؤال بهذا الشأن: "يوجد لدينا ملاحظات محددة. المسألة ليست في تحرير المواطنين الروس وإنما في ترحيلهم وإجلائهم من قطاع غزة. لأن الآلية التي أقروها - وقد بات الأمر مفهوما للجميع - هي كالتالي: كنا نقدم اللوائح التي وضعناها بأنفسنا على أساس رغبة الناس من مواطنينا وأقاربهم من الذين رغبوا بالمغادرة بدءا من انطلاق العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة. وتضمنت اللوائح 600 شخص ثم ازداد عددهم إلى 700 ووصل إلى نحو 900. كنا نقدم هذه اللوائح للأطراف المعنية، أي لمن استطاع المساعدة، أي مصر من جهة لعلاقتهم المباشرة بمعبر رفح، والفلسطينيون من جهة أخرى بمن فيهم محمود عباس وإدارته في رام الله، وكذلك الطرف الإسرائيلي، لأن النظام الذي اتفقوا عليه فيما بينهم - وأعتقد أن الأمريكيين في صورة الموضوع أيضا – هو الموافقة الأولية على هذه اللوائح من قبل إسرائيل، فلديهم هيكلية تسمى ؟؟؟تاغاد؟؟؟، وهي قسم في وزارة الدفاع متخصص بشؤون الأراضي الفلسطينية، وكانت الهيكلية تقر اللوائح، ليس دفعة واحدة، بل على أجزاء بسبب معوقات محددة تتعلق بمحدودية التدفق عبر معبر رفح، وكان الفلسطينيون والإسرائيليون على السواء يقولون إنه لا يمكن تمرير الجميع دفعة واحدة بسبب أعمال التفتيش وبطء العمل. بادئ ذي بدء كان الإسرائيليون يقرون اللوائح، فلديهم مصلحة وهدف من أعمال التفتيش، وكانوا يقومون بذلك العمل، وبعدها كانت اللوائح تمرر للمصريين، الذين كانوا يقومون بإدخال الناس عبر معبر رفح، أخذا بعين الاعتبار أن طائرات وزارة الطوارئ الروسية أقلعت إلى مصر وعلى متنها خبراؤنا والطواقم الطبية وموظفو الإجلاء والمساعدة. جرى العمل بشكل نشط، ونعرب عن امتناننا لأصدقائنا المصريين، ولكن على أية حال فإن اللوائح التي أقرها الإسرائيليون لم تكن تصل بالسرعة التي تمنيناها. في الأيام الأولى حصل تأخير، لأنه كان يتم إقرار لوائح تضم مواطنين من بلدان أخرى، وكنا نقدم الطلبات من جانبنا وكانوا يتحججون بكثرة العمل وكثرة اللوائح، فإضافة للمواطنين الروس كان هناك أشخاص من دول أخرى، ولكننا اعتقدنا بادئ ذي بدئ أن الأفضلية كانت للناس من غير الروس، ولكنهم قالوا إن هذا لم يحصل عمدا، ولكن العملية تسارعت بفعالية، وأعتقد أننا قد قمنا بإجلاء كل من رغب بالمغادرة".
بوغدانوف: الجميع يرى أن الأمريكيين يحاولون المناورة
وفي رده حول سؤال حول دور واشنطن في حل القضية وأنها استنفذت كل الثقة بها من جهة العالم العربي في دورها كوسيط؟، قال بوغدانوف: إن واشنطن حاولت خلال الأعوام الماضية احتكار حل المسائل كلها، وأوقفوا عمل الرباعية الدولية التي تدخل في إطارها أيضا الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا، وأعلنوا أنهم سينجزون كل شيء، ولكننا نرى نتائج محاولة الحل أحادي الجانب.
ولفت بوغدانوف إلى أن الجميع يرى ويعرف ويسمع كيف يحاول الأمريكيون الآن المناورة، ولكنهم في العادة يقولون إنهم يدعمون إسرائيل 100% وإلى النهاية، وهذا كل ما في الأمر، وأنه يجب عدم وقف الحرب. لقد أعاقوا قبول كل القرارات وفي كل الأطر، سواء كان ذلك في مجلس الأمن والأمم المتحدة ككل، قرارات كان من شأنها أن تحد من حرية تصرفات إسرائيل مع استمرار الحرب.
المصدر: RT