نواكشوط(وكالة السواحل للأنباء): تسلط دعوة بريكس للسعودية، بقوتها النفطية، للانضمام إلى التكتل الضوء على مساعي المملكة الطموح لأن تصبح قوة ذات ثقل على الساحة العالمية، وهو ما ينطوي على أوجه تعارض مع تحالفها المستمر منذ عقود مع الولايات المتحدة، والذي كان يُنظر في السابق على أنه متين بحيث يصعب التأثير فيه أو النيل منه.
قال وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان يوم الخميس إن المملكة تتطلع إلى المزيد من التعاون مع دول بريكس، بعد أن دعت المجموعة السعودية والإمارات وإيران ومصر والأرجنتين للانضمام إليها.
وقال وزير الخارجية السعودي أمام قمة بريكس إن السعودية تتطلع إلى تطوير التعاون لخلق فرص تنموية واقتصادية جديدة والارتقاء بالعلاقات إلى المستوى المنشود.
وتتخذ كل من السعودية، وهي واحدة من أقوى الدول العربية وأكثرها نفوذا، هي والإمارات مسارها الخاص بشكل متزايد لمخاوف من أن الولايات المتحدة أصبحت أقل التزاما بأمن المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية.
وقال جيم كرين، الباحث في شؤون الشرق الأوسط بمعهد بيكر التابع لجامعة رايس في هيوستون "نرى تجاهل السعودية للمصالح الأمريكية في عدة مجالات.. في الشراكة السعودية الروسية في سوق النفط.. وفي تعزيز علاقة الرياض مع الصين، وفي سلسلة من المرات التي رفضت فيها المملكة زيادة إنتاج النفط عندما طلبت واشنطن ذلك".
وأضاف "خرجت السعودية من ظل الولايات المتحدة منذ وقت طويل، وتسلك مسارا محايدا يضعها على خلاف مع المصالح الأمريكية".
وتتصدر الصين، وهي أكبر مستهلك للنفط السعودي، الدعوات لتوسيع تكتل قوى الأسواق الناشئة الذي يتكون حتى الآن من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا لكي يصبح ثقلا موازنا للغرب.
وفي ما يسلط الضوء على التحولات الجيوسياسية، استضافت السعودية الرئيس الصيني شي جين بينغ في زيارة في ديسمبر كانون الأول بعد أن فشل الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال زيارة للمملكة في إقناعها بزيادة إنتاج النفط لكبح أسعار البنزين المرتفعة في الولايات المتحدة.
وقال كرين إن تسعير النفط بعملات أخرى غير الدولار هو أكبر مصدر قلق بالنسبة لواشنطن.
وأضاف "تضغط الصين على السعودية لتسعير النفط بالرنمينبي (اليوان) منذ فترة من الوقت. تتابع إدارة بايدن هذه القضية في إطار اتفاقات إبراهيم. لذلك يبدو أن المملكة في وضع تحسد عليه يتمثل في الموازنة بين بكين وواشنطن، والذهاب إلى أي جانب يقدم الجائزة الأكبر".
أحد ركائز الديمقراطية يتزعزع، فمن يحمي حرية التعبير؟ هنا نظرة عامة حول الموضوع.
واتفاقيات إبراهيم عبارة عن صفقات توسطت فيها الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودولتي الإمارات والبحرين الخليجيتين.
وقال أيهم كامل رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة أوراسيا "تعتبر القيادة (السعودية) مجموعة بريكس أحدى التكتلات المهمة التي تستحق اهتماما أكبر من الرياض، نظرا لأهمية الصين والهند في النظام العالمي".
وأضاف "مع ذلك، فإن الرياض لا تركز على بريكس وحدها، وتنظر إلى مجموعة العشرين والمنتديات الأخرى باعتبارها مفتاحا لاستراتيجية المملكة لزيادة نفوذها الجيوسياسي"..
رويترز