نواكشوط(وكالة السواحل للأنباء):من محاسن الحرب على أوكرانيا هى عودة حركة التحرر فى افريقيامن ربقة الاستعمار الفرنسي بشكليه السياسي والثقافى.
عانت إفريقيا أطول استعمار فى العالم ، إذ اوهمت شعوبها بانماط من الاستقلال الزائف، فرحت وتغنت بالاستقلال في حين أن الأمر ليس أكثر من وهم، ففرنسا خلفت وراءها جنودا لن ينتفوا قبل اقتلاع التربة وحرق الأرضية التى يمكن للشعوب أن تبنى عليها دولها المستقلة.
خلفت فرنسا أنظمة ودولا عميقة تحكم الدول(المستعمرات) من عملائنا ومجنديها والمنتفعين منها، ويورث هؤلاء لأبنائهم، العميل يخلف عملاء ويكتتب اخرين جدد من المجندين الذين ليس لهم امتداد ،ويخلف المنتفع منتفعين، وهكذا سارت الأمور فى افريقيا، ذات الثروات الهائلة والشعوب الفقيرة المجهلة المحطمة، والأنظمة العميلة المتخمة الفاسدة.
تنهب فرنسا خيرات هذه الشعوب وتتحكم فى زمام امورها، وتسيرها كالقكيع عن طريق رعاة خائنين وفاسدين، وتحصل الشعوب الافريقية البؤس والجوع والدمار.
ونعطى مثالين فقط من المستعمرات الفرنسية"النيجر وموريتانيا".
قد لايكون الجميع على علم بأن اليورانيوم النيجرى الذي تسرقه فرنسا يمثل 90.50%من الطاقة الفرنسية ، وعندما يقطع النيجريون اليد الفرنسية فإن فرنسا ستعود إلى القرون الوسطى فى لمح البصر ويتوقف إنتاج الطاقة فيها ومفاعلاتها النووية (ذات اللغراض العسكرية والمدينة ) على حد سواء.
وعن ثروة الذهب والقرار السيادى وغيرها حدث ولاحرج.
اما عن موريتانيا فالجميع يدرك أن فرنسا بنيت بالحديد الموريتاني وأن جميع الصناعات قائمة عليه ، هذا فضلا عن السمك والقرار السيادى.
فموريتانيا كلما خطت خطوة إلى الأمام مع عميل عاق لا يخضع كليا للأليزى ،قامت هذه الأخيرة بانتزاعه وابداله ببيدق جديد مطيع، وتوالى التقهقر بسرعة البرق ، لعق الشعب المهانة والفقر والبؤس.
فى موريتانيا عائدات الثروة السمكية وحدها يمكنها أن تؤمن راتبا معاشيا لكل موريتاني تخت شجرة ويبقى للخزينة فائض كبير ، ناهيك عن ثروات الحديد والذهب والنحاس واليورانيوم .
ولكن ومع الأسف وفى محصلة القول الهدم أسرع من البناء كما يقول المثل.
التحرير