
وكالة السواحل للأنباء(نواكشوط): كانت الانتخابات الماضية التى جرت 13 مارس 2023 القشة التى قصمت ظهر اربع سنوات من احتواء رئيس الجمهورية لمعارضة وجدها فى الرمق الاخير بسبب صراع مع سلفة .
وقام ولد الغزوانى فى عملية غير مسبوقة باحتواء المعارضة التى ارتمت فى احضانه دون حساب لردة فعل شارعها ولا واجبها كؤسسة تراقب السلطة التنفيذية وتحاسبها .
ولم تتوانى المعارضة فى منافسة المولاة على الولاء للرئيس باسم" المعارضة" او "المعارضة الموالية"’ فى لعبة على عقول منتسبيها وشارعها حصدت نتائجها حصادا مرا وأليما’ فى ذات الوقت.
واصبح اغلب احزابها تحت طائلة قانون حل الاحزاب’ الامر الذى يبدو ان السلطة التنفيذية تحاول ترقين قيد الاحزاب المذكورة وابقائها فى ولائها اللامشروط تحت اسم هى تختاره"معارضة" او "مولاة معارضة" او"الاندماج فى الحزب الحاكم’ فى رسالة صريحة من وزير الداخلية مفادها"احتمال النظر فى حل تلك الاحزاب بتغيير القانون او عدم الامتثال له.
ويبقى الامر اليوم معلقا على الاحزاب التى استطاعت النجاة من الوقوع تحت طائلة الحل وحصلت على تمثيل فى البرلمان’ هل هى فعلا قادرة على العودة الى دورها الاول كمعارضة تراقب السلطة التنفيذية واخذ مسافة من النظام ’ من اجل استرجاع شارعها الذى فقدت ’ والاستعداد فعلا لمواجه الادارة بنفوذها؟
ولاشك ان الانتخابات الرئاسية ليست بالضرورة هى الانتخابات التشريعية والبلدية’ اذ ان طابع النزعة القبلية والجهوية الذى يحرج الكثيرين فيها ويفرض الناخب على منح صوته لابن قبيلته او جهته ’ ليس هو الواقع فى الانتخابات الرئاسية علما بأن ممارسات الحكام لم تدع الشعب الموريتانى يتحزب’ ولا يعطى ولاءه للاحزاب ولايدرك ما معنى الديمقراطية .
اذا تمكنت احزاب المعارضة من توحيد قلوبها من اجل مصلحتها "رغم انه امر صعب التحقق"’وعملت لذلك خلف مرشح واحد منذ الان يمكنها فعلا ان تضع الحزب الحاكم ومولاته بين مفترق طرق من الصعب النجاة منه’ لكن الذئب كما يقول الشاعر"الشاة تعرف ان الذئب يأكلها والذئب يعرف ما فى الشاة من طيب"’ فالدولة العميقة تلعب على الوترين ’ فى المعارضة وفى الموالاة على حد سواء’
يتبع