وكالة السواحل للانباء(نواكشوط): دخلت المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يومها الثاني، حيث دوت انفجارات فجر اليوم الأحد قرب المدينة الرياضية جنوبي العاصمة الخرطوم، في ظل غموض بشأن الأوضاع الميدانية بسبب تضارب بيانات الطرفين، وأنباء عن سقوط 56 قتيلا بين المدنيين فضلا عن 600 جريح.
وبعد يوم أول شهد مواجهات غير مسبوقة، أتجددت الاشتباكات صباح اليوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أنحاء متفرقة من العاصمة السودانية الخرطوم.
وفي أعقاب هدوء حذر خيّم على العاصمة خلال ساعات الليل، دوّت انفجارات فجرا قرب المدينة الرياضية جنوبي العاصمة بينما ارتفعت أعمدة دخان في المنطقة، بالتزامن مع حالة من الغموض بشأن مآل المواجهات وحقيقة الأوضاع الأمنية وسط الخرطوم مع التضارب في الروايات بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وتعلقت أبرز الروايات المتضاربة بالوضع في القيادة العامة، حيث قال المستشار السياسي لقوات الدعم السريع : "ما زلنا نقاتل من داخل القيادة وكثير من الضباط انضموا لنا"، لكن الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني نفى ما سماها ادعاءات المتمردين بحصار القيادة العامة بالخرطوم.
في الأثناء، قال الجيش إنه سيطر على مقار الدعم السريع في بورتسودان وكسلا والقضارف والدمازين وكوستي وكادوقلي وكرري، بينما قالت قوات الدعم السريع إنها استولت على برج القوات البحرية بالقيادة العامة في الخرطوم.
وأكد مراسل الجزيرة وقوع اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في محيط قيادة الجيش والمطار بمدينة الفاشر، كما تحدثت مصادر محلية في بورتسودان للجزيرة عن اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع بالمدينة الواقع شرقي السودان.
انسحاب وإغلاق
كما نشر حساب المخابرات السودانية وحسابات محلية، عبر منصات التواصل، مقطع فيديو وصورا للمركبات والمعدات العسكرية التي تركتها قوات الدعم السريع عقب انسحابها من حيّ شَمبات في الخرطوم. وتظهر اللقطات المصورة معدات وعربات عسكرية قال حساب المخابرات إنها تابعة لقوات الدعم السريع سيطر عليها الجيش السوداني.
ونشر ناشطون سودانيون مقاطع فيديو تظهر ما قالوا إنها قوات للجيش السوداني تغلق بالدبابات شارع الهوا المؤدي إلى مقر سلاح المدرعات.
وفي أم درمان، قال المتحدث باسم الجيش السوداني إن القوات المسلحة سيطرت على مقار قوات الدعم السريع في أم درمان بكامل عـتادها.
وكانت القوات المسلحة السودانية بثت من جانبها لقطات ليلية لما قالت إنها تؤكد سيطرتها على مقر الإذاعة والتلفزيون في منطقة أم درمان، وسط ما وصفتها باحتفالات شعبية. وجاء ذلك بعد أن كانت قوات الدعم السريع قد أعلنت سيطرتها على المقر في وقت سابق.
كما قال مصدر عسكري للجزيرة إن الجيش سيطر على مقر الدعم السريع في كسلا. وبث ناشطون سودانيون مشاهد مصورة لما قالوا إنها سيطرة قوات الجيش السوداني على سيارات عسكرية تابعة لقوات الدعم السريع في مدينة كسلا شرقي السودان.
طيران أجنبي
من جانبها، قالت قوات الدعم السريع إن مواقعها في بورتسودان تعرضت لهجوم من طيران أجنبي، وحذرت من مغبة أي تدخل أجنبي في المعارك الدائرة.
كما بثت قوات الدعم السريع صورا ليلية قالت إنها تُظهر حريقا اندلع في مبنى القوات البرية التابع للجيش بالعاصمة الخرطوم.
في هذه الأثناء، قالت لجنة الأطباء المركزية في السودان إن 56 مدنيا على الأقل قتلوا وأصيب نحو 600 في أنحاء البلاد نتيجة المعارك. وطالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالسودان الأطراف المتحاربة بضبط النفس واحترام التزاماتها وفق القانون الدولي الإنساني.
وأبدى الهلال الأحمر السوداني استعداده لإجلاء المدنيين من حي المطار إذا توفرت الظروف الأمنية، بينما وجهت نقابة أطباء السودان نداء عاجلا أكدت فيه تزايد عدد الإصابات وسط قلة الطواقم الطبية وإرهاق جميع الفرق العاملة حتى اللحظة في المستشفيات
وفي وقت سابق، قال رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان إن الجيش قد يضطر لإدخال قواته إلى الخرطوم إذا استمر القتال.
في المقابل، قال محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع للجزيرة إن قواته لن تتوقف إلا بعد السيطرة الكاملة على كل مواقع الجيش.
وفي أبرز المواقف الدولية، قالت الولايات المتحدة إنها تواصلت مع دول ذات نفوذ في السودان من أجل وقف إطلاق النار، ودعا مجلس الأمن لوقف فوري للأعمال العدائية، وقال إنه سيبحث تطورات الأوضاع في جلسة طارئة مغلقة غدا الاثنين، في حين قالت الآلية الثلاثية الأممية الأفريقية تقول إنها لم تتمكن من التواصل مع طرفي الصراع.
المصدر : الجزيرة