سيدى الرئيس تدارك مهزلة الحملة الزراعية قبل فوات الأوان / المزارع محمد الامين لحبيب
خميس, 11/08/2022 - 00:12
بين سطور مسرحية هزيلة كتبتها(وزارة الزراعة او من شاطرها او يكتب لها)’ تحطم اخر امل عند فقراء موريتانيا ’ ووضع رئيس الجمهورية امام شعبه الذى انتخبه ولا يزال حسب ما يتراءى يريد ان ينتخبه مرة اخرى , فى وضع شديد الحرج. لكن تهلهل المسرحية وعدم حبكتها كشفت الحقائق بعد دقائق من نهاية خطاب رئيس الجمهورية فى سد لكراير بتامشكط بالحوض الغربي الذى كان مفعما بالتفاؤل والثقة فى القدرة على تحقيق هذا البرنامج الطموح الذى قال فيه بالحرف الواحد" رصدنا 400 مليار لهذه الحملة الزراعية"- والكلام لرئيس الجمهورية. هل يثق رئيس الجمهورية كل هذه الثقة فى المحيطين به من رجال اكلت الكراسي ادبارهم و حتى اطفال الشوارع يعرفونهم, ويعرفون أين يجب ان تكون مواقعهم الصحيحة لو انصف الدر؟ أو ألا يستطيع رئيس الجمهورية الابقاء على تلك الثقة بهم, وباعتباره هو من سيقف امام مالك الملك ويصطف الشعب الموريتانى وتصب الحصيلة, الا يستطيع ان يكلف لجنة من الذين طهرهم الله من المال العام, وطهر افواههم من الكذب والنفاق, واكفهم من التصفيق المخادع ويكلفهم بالتحقيق ومواكبة صرف 400 مليار المسجلة على كاهل الاجيال ديونا؟ دعونا ننصف رئيس الجمهورية عسكري منذ نعومة اظافره , يمتلك عقيدة ليست ملطخة بطلاء المدنيين والسياسيين ويظن ان الاوامر هناك والامتثال لها وتطبيقها حرفيا هى نفسها هنا فى الطرف الأخر وان الجميع يجوع ويعرى ويموت دفاعا عن الشعب والعلم والحوزة الترابية. ولكن الخليفة عمر ابن الخطاب عندما اكتشف السيدة التى تضع حجرا فى الغدر لتوهم اطفالها انها تطبخ لهم , وكان معه العباس ابن عبد المطلب يتحسسان ليلا عن احوال الناس, وعندما اخرجا زكيبة من الطحين من بيت مال المسلمين وأراد العباس حملها عن امير المؤمنين قال له :" هل ستحمل اوزارى وحقوق الناس عنى يوم القيامة ", فرمى العباس الزكيبة وقال له" كلا يا امير المؤمنين", فحملها امير المؤمنين على ظهر وطهى بنفسه للأطفال وأيقظهم وقدم لهم الطعام حتى شبعوا وناموا... القصة. ان من يحكم الناس على كتفيه كاتب وشهيد ولكن الله سبحانه وتعالى اقرب اليه منهما, فهو اقرب اليه من حبل الوريد ويرى اعماله وما يجول فى خاطره وما توسوس به نفسه , وقد من الله على المسلمين بالقران وهو مفصل وميسر للدكر. فى هذا المنكب من ارض الله , وما اشتهر به اهله من العدل والورع , تركت الاليزى مصلا لا يتأثر بالطقس فهو كالزئبق يتمدد ويتراجع حسب الظروف وتراه ماء ولكن عندما تفتح القارورة وجدته سرابا , هذه حالة , المحيطين بك سيدى الرئيس وهم من احاطوا بستة قبلك وانت سابعهم. فيهم من قال عن احدهم انه "انت عمر بن عبد العزيز وفيهم من قال لاحدهم انه " يطعم من جوع ويؤمن من خوف" وبعد ذلك قال عنه مالم يقل مالك فى الخمر , واخرون جمعوا مليون توقيع لتعديل المادة المتعلقة بالمأمورية , وبعدها حملوا فى وجهه السلاح اللفظى, واحدهم قدم مصحفا لاحدهم وقال له "هدية متواضعة" وغير ذلك مما قالوا وفعلوا يضيق عنه المقام ومحصلة القول هى ان الامر ما يزال من الممكن تدارك بعضه قبل ان تفوتر الا400 مليار ويصعب رد مليار منها للخزينة. كلام مزارع.