ايمان كموش
أمرت وزارة التجارة وترقية الصادرات بـ7 إجراءات صارمة لمجابهة المضاربين في الأسواق بداية من أول أيام رمضان، من خلال إغراق ولايات الوسط بمحصول بطاطا مستغانم التي تم حصد غلتها، وتموين الأسواق بـ9600 قنطار على الأقل يوميا من السميد، وتفقد أسوق الجملة صباحا وقبل السحور، ومنعها من الغلق خلال عطلة نهاية الأسبوع.
كما تضمنت الإجراءات أيضا رفع تقارير قبل منتصف النهار يوميا عن مستوى الأسعار على مستوى الجملة والتجزئة لمصالح الوزير، وإلزام الإطارات والمديرين المركزيين بالنزول إلى الميدان لمعاينة مدى تطبيق برامج العمل وتوجيه تعليمات إلى 8 آلاف عون رقابة بعدم “التساهل أو التراخي مع المتلاعبين بقوت الجزائريين مهما كان”.
وكشف مدير تنظيم الأسواق والنشاطات والمهن المقننة على مستوى وزارة التجارة وترقية الصادرات، أحمد مقراني، في تصريح لـ”الشروق” عن جملة من الإجراءات تم اتخاذها لضمان وفرة المنتجات وبأسعار معقولة خلال شهر رمضان، بهدف وضع حد للمضاربة التي تجاوزت كافة الخطوط الحمراء، منها ضخ محصول بطاطا مستغانم في السوق خلال الأسبوع الجاري، وهو ما خفض أسعار البطاطا بأسواق الجملة إلى 75 دينار للكيلوغرام، في حين توقع أن تنخفض بشكل أكبر خلال الأسبوع المقبل لتصل مستوياتها الاعتيادية.
وأوضح مسؤول وزارة التجارة أن الوصاية تعمل بالتنسيق مع مختلف المصالح بالوزارات الأخرى أيضا لتوفير مادة السميد على مستوى الأسواق، حيث يتم ضخ ما يصل 9600 قنطار في اليوم لضمان تموين كافة نقاط البيع، الأمر الذي يدحض أي فرضية للندرة، مشدّدا على أن أي نقص في التموين أو زيادة في الأسعار هي مفتعلة، والهدف من ورائها المضاربة.
وفي هذا السياق، أوضح أن “الدولة لن تتسامح مع المتحايلين والمتلاعبين بقوت الجزائريين، إذ تمكنت مصالح التجارة في دورية الأسبوع الماضي نحو سوق الجملة بالعاصمة بالسمار من ضبط أحد التجار الذي كان بصدد المضاربة في سعر السميد وتم عرضه على المصالح المختصة لينال العقاب اللازم”.
وشدّد المتحدث على أن الكميات الموفرة تفرض ضمان تموين جميع الجزائريين دون تسجيل أي ندرة، على مستوى 48 ولاية لولا المضاربة والتخزين غير المشروع لتحقيق الاحتكار، وقال إن كيس 25 كلغ للبيع بـ900 دينار، وأي شخص يتورط في تجاوزات لرفع الأسعار سواء السميد أم المنتجات المسقفة الأخرى بطريقة غير قانونية سيجابه عواقب صارمة، إذ تعادل متوسط الأحكام التي يتم فرضها اليوم من طرف القضاء ضد من تم إلقاء القبض عليهم 7 سنوات، متسائلا: “كيف لهؤلاء أن يضيّعوا مستقبلهم في السجن، بسبب التلاعب بقوت الجزائريين؟”.
وقال مقراني إن أسعار الخضر والفواكه في أسواق الجملة والتجزئة هذه السنة أقل ارتفاعا من رمضان 2021، على غرار الطماطم التي عادل سعرها أمس 85 دينارا، وأيضا الكوسة، وبالمقابل اعترف ببعض الارتفاع في أسعار الدجاج، وقال إن الأسعار ستشهد استقرارا نسبيا بعد انقضاء الأيام الثلاثة الأولى من رمضان، لتعود إلى سابق عهدها بعد انقضاء الأسبوع الأول، مشيرا إلى أن مرد ارتفاع الأسعار أيضا إلى الإقبال الكبير للمواطنين على المواد الغذائية و”اللهفة”، داعيا هؤلاء إلى التعقل في الاقتناء وعدم الضغط على الأسواق.
وبالمقابل كشف مقراني عن إجراءات تنظيمية على مستوى وزارة التجارة لمنع المضاربين من الاكتساح، على غرار تنظيم الاجتماعات لبرمجة نزول الإطارات والمديرين من المكاتب إلى الميدان لمعاينة مدى تطبيق الإجراءات الخاصة بالشهر الفضيل.
الشروق نيوز