وصلت رحلة التعليم في موريتانيا في الانحدار إلى مستوى لم يعد بالإمكان علاجه إلا بعملية جراحية كبيرة ستطيح بالكثير من الهامات الوهمية التي أرهقت القطاع لسنين عديدة ويستوي في ذلك العالي والثانوي والأساسي . ولكي لا نجعل من التعليم كبش فداء فان عملية الانحدار هذه تضرب حتى النخاع في جميع مؤسسات الدولة. وتسيطر على قطاع التعليم لوبيات لا تصلح حتى لجمع القمامة المترامية الإطراف داخل أروقة الوزارة بل هي الجزء الأكبر من هذه القمامة بدء من السلم الأول وانتهاء بأخر السلالم. وتتمثل كارثة التعليم في التعيين , بحيث عجزت كل المحاولات التي تستهدف الإصلاح عن الخروج من عنق زجاجة هذه اللوبيات العفنة , فلا يمكن تعيين الوزير إلا من هذا اللوبي او ذاك وهكذا مديري التعليم ورؤساء المصالح وإذا حالف الحظ هدف الإصلاح وعين الوزير من خارج الحظيرة تم حقنه من أول لوبي استطاع الوصول إليه قبل الأخر وخر ساجدا لغير الله واقسم أن لا يشرب من غير الكأس التي شرب منها أول مرة. ويضاف إلى هذه الكارثة ان الدول تبنى بالتراكم في العلم والتجارب ونحن نبنى بمسح الطاولة والبدء من الصفر وبأيدي من القش وأدمغة من التبن, فكيف نستطيع أن نصل ياترى؟. واحد وستون سنة بعد انسحاب جيش الاستعمار البغيض ونحن عاجزون عن تجاوز العتبة, فالدول التي انسحب منها بعدنا بسنين تجاوزت المستعمر نفسه في التقدم العلمي والحضاري والبناء ونحن نعيش مرحلة 1902م وبكل أسف بسبب تسيير العاجزين عن تسيير بيوتهم وأذيال باريس فمابالكم بالدول؟,