دخلت السائقة السعودية ريما الجفالي التاريخ من أوسع أبوابه، وذلك بعد مشاركتها رسميا في سباق الدرعية لتكون «أول سعودية تخوض سباقا عالميا على أرض الوطن».
وتتنافس الجفالي (27 عاماً) في سباق «جاكوار آي بيس تروفي»، وهو سباق للسيارات الكهربائية في الدرعية.
وقالت السائقة وقد استقرت في سيارتها الرياضية ذات اللونين الأسود والأخضر ببدلتها الرياضية البيضاء: «لم أتوقع أن أتسابق بشكل احترافي».
وأضافت أنّه «حقيقة أني أقوم بذلك، أمر مدهش».
وستشارك الجفالي، في فقرة يتم فيها استضافة سائق «مهم جدا»، ما يجعلها أول سعودية تتسابق على أرض المملكة.
وتشارك الجفالي في سباقات احترافية خارج المملكة منذ نحو عام فقط، وقد سجّلت ظهورها الأول في بطولة «فومورلا 4» البريطانية في أبريل (نيسان) الماضي.
لكنّها كانت تشعر بشغف تجاه السيارات السريعة منذ سنوات المراهقة حين بدأت تتابع سباقات «فورمولا واحد».
وتابعت: «مشاهدتي في سيارة وأنا أتسابق هي بالنسبة لكثيرين مفاجأة، لكنني سعيدة بمفاجأة الناس».
وأكدت الجفالي أن «بدايتي مع السيارات جاء بسبب حبي وشغفي بهذه الرياضة التي كنت أمارسها منذ الصغر وبعد دخولي الجامعة زاد عشقي لها وجعلتني أتابع بشعف سباقات الفورمولا 1 التي شدتني كثيراً وبدأت أتعلم حتى اكتشفت عالم السيارات من خلال تجربة السباق في الحلبة وكان ذلك عام 2013 وحقيقة الإحساس الذي راودني وأنا داخل السيارة لم أشعر به في حياتي».
وأضافت الجفالي: «من خلال هذه التجربة بدأت انطلاقتي مع عالم السيارات رغم أن الفكرة لم تكن الدخول في المشاركات العالمية بل كانت محاولات كجزء من التسلية فقط ولكن بعد فترة من الوقت تغير الوضع تماماً حتى أصبحت لدي عزيمة وجرأة وساعدني على ذلك أحد المدربين الذي علمني الأساسيات ومن بعدها بدأت أتعلم وأتدرب أكثر وأكثر». وواصلت: «ولله الحمد في الموسم الماضي وبالتحديد شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2018 كان أول سباق لي في أبوظبي بطولة TRD86 وحققت المركز الرابع رغم أن خبرتي أقل من بقية المتسابقين».
وتابعت: «قبل السباق كان كل أحد يسألني هل أنت متخوفة وأنا وقتها كنت أسعى للمشاركة والتعلم والإحساس في شعور تجربة السباق وكنت متحمسة وكانت يدي ترجف من الحماس وسرعة السيارة 200 كلم في الساعة، وهذا السباق فتح آفاقا كثيرة للمشاركة في العديد من السباقات، حيث شاركت في شهر مارس (آذار) الماضي 2019 ومن بعد ذلك كانت لي مشاركة في الفورملا 4 في بريطانيا، وأعتبره شيئا جديدا لأن السيارة التي قدتها يوجد بها مقعد واحد وتختلف عن بقية مشاركاتي».
وتابعت: «هذا تحد كبير بالنسبة لي في مشوار مشاركاتي لكون الحلبة جديدة ووقتها كان هناك مطر غزير وحققت مركزا متقدما وتفوقت على عدد كبير من المتسابقين الذين يفوقونني خبرة واكتسبت مهارة أكبر وزادت سرعتي في السباق إلى 230 كيلو وهي لا تخيفني بقدر الجاذبية أثناء المنعطفات التي تحتاج إلى مهارة وكيفية السيطرة على السيارة أثناء السرعة ولم أتخيل في يوم من الأيام أن تستضيف المملكة سباقات على مستوى عالمي وحقيقة أنا جداً مسرورة وسعيدة بهذا الحدث العالمي وبإذن الله من خلال الدعم والتشجيع سأكون على قدر المسؤولية في تحقيق إنجاز مشرف للوطن».
وقالت الجفالي: «أفخر أن أمثل المملكة وأنا أدعو السعوديات للإقبال على هذه الرياضة ومع التجربة والمحاولة ستتحقق أحلامهن».
وكانت الجفالي اجتازت اختبار القيادة بعدما انتقلت إلى الولايات المتحدة للدراسة قبل بضع سنوات، وباتت واحدة من عدد قليل من السعوديات اللواتي حصلن على «رخصة للتسابق» في بلدها الأم.
وتحلم الجفالي بالمشاركة ليوم واحد في سباق لومان 24 الكلاسيكي الفرنسي، أحد أصعب سباقات السيارات في العالم.