(رويترز) - ظلت الأمريكية سيرينا وليامز على بُعد لقب واحد من معادلة الرقم القياسي البالغ 24 لقبا في فردي السيدات بالبطولات الأربع الكبرى للتنس بخسارتها الساحقة 6-2 و6-2 أمام الرومانية سيمونا هاليب في نهائي من جانب واحد لبطولة ويمبلدون يوم السبت.
وبدأت هاليب الأسبوع الثاني في ويمبلدون بالفوز على الأمريكية كوري جوف (15 عاما) لتنهي مغامرتها قبل أن تختم البطولة بالانتصار على سيرينا الفائزة بلقب ويمبلدون سبع مرات بعد عرض رائع.
وباتت هاليب أول رومانية تحرز لقب الفردي في ويمبلدون.
وكسرت هاليب البالغ عمرها 27 عاما إرسال منافستها في الشوط الأول من المباراة وتقدمت 4-صفر أمام 15 ألف متفرج في الملعب الرئيسي.
وحافظت اللاعبة الرومانية على تماسكها وارتكبت ثلاثة أخطاء سهلة فقط لتقدم عرضا دفاعيا رائعا امتزج بالهجوم المضاد بينما لم تقدر سيرينا على الرد.
وحتى عندما استجمعت سيرينا قواها في بداية المجموعة الثانية وبدأت في الهجوم معتمدة على قوتها، تماسكت هاليب المصنفة السابعة ورفضت التراجع.
وتصدت هاليب للعاصفة وحافظت على أدائها القوي في آخر خمسة أشواط لتفوز بما وصفته بأنها أفضل مباراة في مسيرتها.
وافتقدت سيرينا، التي خسرت ثلاث مباريات نهائية في البطولات الكبرى منذ عودتها للمنافسات عقب ولادة ابنتها أولمبيا في سبتمبر أيلول 2017، للابتكار لتنتهي المباراة بعد 56 دقيقة عندما أعادت ضربة أمامية في الشبكة لترتكب الخطأ السهل رقم 26 يوم السبت.
وهذا ثاني أقصر نهائي منذ الفوز الساحق لمارتينا نافراتيلوفا على آندريا جيجر في 1983 ويتفوق بواقع دقيقة واحدة عن سحق بترا كفيتوفا للكندية أوجيني بوشار قبل خمسة أعوام.
وقالت سيرينا، التي فازت في تسع بين آخر عشر مباريات أمام هاليب، في الملعب عقب الحصول على جائزة وصيفة البطلة للعام الثاني على التوالي بعد خسارتها العام الماضي أمام الألمانية أنجليك كيربر، ”لقد كانت تلعب بعقلها. كانت تتحرك برشاقة أمامي مثل الغزال. حينما يؤدي أي لاعب بهذا الشكل يجب عليك فقط أن ترفع له القبعة“.
وحتى اليوم كان إيلي ناستاسي الروماني الوحيد الذي بلغ نهائي ويمبلدون حينما حل وصيفا للبطل عامي 1972 و1976 لكن هاليب خطت خطوة للأمام بإضافة ويمبلدون إلى لقبها في فرنسا المفتوحة العام الماضي.
* حلم الأم
وقالت هاليب المصنفة الأولى عالميا سابقا ”إنه شيء مميز للغاية ولن أنسى هذا اليوم أبدا. كان حلم أمي عندما كنت في العاشرة من عمري. اليوم تحقق الحلم.
”حسنا، كنت متوترة ومعدتي لم تكن على ما يرام قبل المباراة. لكني أدركت أنه لم يعد هناك وقت لذلك وركضت نحو الملعب لتقديم أفضل ما لدي“.
وعقب الخسارة أمام كيربر في نهائي ويمبلدون العام الماضي ثم الخسارة أمام نعومي أوساكا في نهائي عاصف لبطولة أمريكا المفتوحة تهيأ المسرح أخيرا للاعبة الأمريكية البالغ عمرها 37 عاما لمعادلة رقم الأسترالية مارجريت كورت الحائزة على 24 لقبا كبيرا في فردي السيدات.
ورغم مشاركتها في خمس بطولات فقط هذا العام، بدت سيرينا، التي فازت بأول ألقابها في ويمبلدون عام 2002، هادئة وسارت بثبات نحو النهائي 11 لها في البطولة.
ولو اعتقدت أن بإمكانها ترك بصمة مبكرة على المباراة فإن ثلاثة أخطاء سهلة في الشوط الأول من اللقاء كانت بمثابة هدية غير متوقعة لهاليب لتكسر إرسال منافستها مبكرا.
واستغلت هاليب هذه الهدية ولم تهدرها بينما في المقابل افتقرت سيرينا لرد الفعل.
وكانت هناك مساندة قوية لسيرينا بما في ذلك المقصورة الملكية التي جلست فيها صديقتها ميجان ماركل إلى جوار كيت ميدلتون دوقة كامبريدج.
ورغم هذه المساندة لكن هاليب هي من أبهرت الجماهير حيث تنقلت على العشب برشاقة وأرسلت ضربة خلفية ساحقة في طريقها لكسر إرسال سيرينا للمرة الثانية عبر ضربة خلفية ناجحة.
وأطلقت سيرينا 45 إرسالا ساحقا في طريقها للنهائي لكن هاليب كانت صاحبة أول إرسال ساحق يوم السبت لتتقدم 4-صفر.
ومرت 13 دقيقة قبل أن تفوز سيرينا بأول شوط بينما صاح أحد الجماهير قائلا ”استيقظي سيرينا“ عندما كانت هاليب ترسل لحسم المجموعة الأولى والنتيجة 5-2 لصالحها لكن هذه الصيحة لم تجد آذانا صاغية من اللاعبة الأمريكية التي خسرت المجموعة الأولى في 26 دقيقة.
وأدركت هاليب أن سيرينا سترد بعنف وبالفعل استعادت اللاعبة الأمريكية لمحة من أدائها القوي في بداية المجموعة الثانية حيث بدت عازمة على الانتفاض.
وتقدمت سيرينا 2-1 لكن سرعة هاليب ساعدتها خلال التبادل القوي للضربات.
وجاءت النهاية سريعا عندما كسرت هاليب إرسال منافستها والنتيجة 5-2 لتقتنص اللقب.