
تحدث أمين عام "حزب الله" اللبناني نعيم قاسم عن إمكانية اندلاع حرب جديدة مع الكيان الصهيوني موجها نصيحة إلى "الأعداء" بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي مقابلة خاصة مع قناة "المنار" بمناسبة مرور سنة على تعيينه أمينا عاما لحزب الله، أكد نعيم قاسم أن "الحرب لم نصنعها نحن، ونحن من يُعتدى علينا، وعند الاعتداء إما أن تواجه أو تستسلم، ونحن نواجه. نحن لا نصنع حربا، نحن مقاومة ونحن حالة دفاعية"، مشيرا إلى أن "حالة حرب الإسناد (لغزة) كانت دفاعية بالكامل منذ بدايتها وحتى نهايتها. والإسنادُ بأسره كان لماذا؟ كان ضد عدو محتل لأرضنا، ضد عدو يدمر جارك ويريد أن يدمرك، وضد عدو لا يزال يحتل أراضي لبنان ويحتل فلسطين".
وشدد قاسم على أنه "إذا لم نردّ على الكيان الصهيوني فبدل أن تكتفي بشبر من الأرض ستكون لها كلّ الأرض، وبدل أن تملك سيطرة صغيرة ستكون لها سيطرة كبيرة، وبدل أن تقضي على هذه المجموعة ستقضي على الأجيال القادمة".
وأضاف أمين عام "حزب الله": "نحن لا نأخذ شعبنا إلى خياراتٍ سيئة، بل نأخذه إلى خيارات عظيمة، وبيان ذلك أنه لا عزة في المنطقة إلا ببركة المقاومة. هذه المقاومة هي التي منذ عام 1982 حررت لبنان ولقنت الكيان الصهيوني درسا كبيرا وطردتها من أرضنا".
واستطرد نعيم قاسم: "كم ستدوم هذه المرحلة؟ كم سيستطيع الإسرائيلي أن يفعل ما يريد في ظلّ اختلال ميزان القوى؟ ربما ينفجر من الداخل غدا، وربما نرى نتائج مختلفة... هذه مرحلة، ولكن لا ينبغي أن تُؤخذ بمعزل عن المراحل الأخرى التي تعكس العزة".
ولفت قاسم إلى أنه "بصرف النظر عن مستوى التعافي الذي حصل في حزب الله، نحن مقاومة، ونقول أمام العالم كله: لو كانت لدينا عصا لظللنا مقاومة ولن نتوقف. فابحثوا كم لدينا من إمكانات، وابحثوا كم لدينا من إيمان، وكم لدينا من التزام".
وأوضح قائلا: "نحن كمقاومة جاهزون للدفاع، ولسنا جاهزين لشن معركة.. ولا يوجد لدينا قرار بشن معركة ولا قرار بمبادرة للقتال لكن إذا فُرضت علينا معركة، ولو لم يكن لدينا سوى خشبة، فلن نسمح للإسرائيلي أن يمر.. سنقاتله حتى لو لم يبق منا رجل أو امرأة"، مردفا: "الذي يمتلك الإرادة ويتوكّل على الله لا تنقطع به السُبل، وسيظل يجد الطرق من أجل الاستمرارية".
وتابع أمين عام "حزب الله": "لقد قمنا بأشرف وأسمى عمل يمكن أن تقوم به مقاومة في العالم: فبعد شهرين من معركة "أولي البأس" اتفقنا مع الدولة اللبنانية على تفاهم، وتولّت الدولة المسؤولية، والتزمنا عشرة أشهر بالاتفاق، ولم نُطلِق طلقة واحدة.. لم نرد على العدو؟ لأننا نريد إراحة البلد ولا نريد أن نعطي ذريعة للعدو؛ ولكن هذا لم يوقف العدوان".
وأكد نعيم قاسم أن "الكيان الصهيوني وأمريكا هما من يتسببان بالمشكلة، وأمريكا تريد إشاعة الفتن والتحريض قائِلةً: اذهبوا وقاتلوهم"، مشددا على أن "المقاومة هي مقاومة وطنية لكل لبنان، فليخرجوا من منطق أنتم ونحن".
ورأى قاسم أن "استمرار الضغوط الأمريكية والكيان الصهيوني بهذا الشكل يهدف إلى أن تأخذ أمريكا في السياسة ما لم تستطع إسرائيل أخذه بالحرب".
المصدر: "المنار" + RT
