احمد امبارك رئيس مركز ديلول:بيرام والخط الأحمر في أندر

أحد, 13/07/2025 - 10:52

البعض يتوهم أن إخراج النائب بيرام من السنغال تم من باب المجاملة السياسية لموريتانيا، وكأن الرجل طُرد "لعيوننا"، كما يُشاع في بعض الأوساط.
لكن من يعرف المزاج السنغالي وتركيبة القرار هناك، يدرك أن الأمر لا علاقة له بالمجاملة، ولا بالرغبة في إرضاء طرف خارجي.
الحقيقة أن تحركات بيرام في منطقة أندر، خصوصًا في أوساط الناطقين بالحسانية، أثارت القلق.
كان يخاطب جمهورًا يعرف حساسياته، في لحظة مشحونة داخليًا، وسط خلاف علني بين الرئيس ووزيره الأول.
والسلطات السنغالية لا تتساهل مع من يلمّح، فكيف بمن يلمّح ويكرر ويوسّع نشاطه في منطقة حدودية ذات امتدادات ثقافية معقدة؟
القرار لم يكن ارتجاليًا
كان مدروسًا
فبإخراجه، أوقفت السنغال تحركًا قد يُستثمر لاحقًا في الداخل،
وفي الوقت نفسه، أرضت السلطة الموريتانية بصمت بارد
هكذا تُمارس السياسة الواقعية:
ضربت داكار حجرين بعصفور واحد
لكن لا أحد هناك يضحي بمصلحته من أجل "عيون موريتاني"...
فالسياسة ليست ساحة للنيات الطيبة، بل ملعب التوازنات الدقيقة.