
ليس من قبيل الفخر أن تتحدث عن رئيس دولة عظمى وكأنك تصف مهرّجًا في سيرك، لكن ترامب — بكل أسف — قدّم نفسه هكذا:
رجلٌ أجوف، تعالَت جهالته على تاريخه، وغلب طبعه السوقي مقامه السياسي.
حين وقف الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني إلى جانبه، وقف بوقار الصحراء، بأدب أهل شنقيط، وبأخلاق الإسلام الذي لم يدرسه في جامعة بل تربى عليه في مدرسة الكرامة.
لم يكن الغزواني ضعيفًا كما ظن السذج، بل كان أرقى من أن ينزل إلى مستوى الدجال الأشقر…
ترامب، الذي لا يُجيد حتى الجغرافيا، ولا يعرف أن ليبيريا لغتها الرسمية هي الإنجليزية، ولا يفرّق بين دول أفريقيا كما لا يفرّق بين الصواب والخطأ.
جهله ليس بسيطًا… بل جهل مركّب مغموس بالغرور، ومغطى بعقد التفوق الأبيض.
تفوّق زائف هو من صنع هوليود، لا من صنع القيم أو التاريخ.
الفرق بينه وبين رؤساء أميركا الحقيقيين؟
انظروا إلى كيف استقبل جون كينيدي الرئيس الموريتاني المختار ولد داداه في الستينيات، بكل احترام وندّية…
ثم قارنوا ذلك بهذا الكيس المتعجرف، الذي لا يعرف من السياسة شيئًا سوى بيع الأسلحة، ولا من الدبلوماسية إلا فن الإهانة.
ترامب أسوأ ما أنجبته الرأسمالية المتوحشة:
– كائنٌ نرجسي يرى في العالم ملعبًا لأهوائه.
– جاهلٌ استصغاري سقطت على يديه هيبة أميركا.
– ومثال حي على أن الجهل حين يُعطى سلطة… يُنتج رئيسًا يُهين أمةً بأكملها.