
ان اسوء ما فى بلادنا هو طمس التاريخ وتزويره،ومع الاسف دأبت النخب على ذلك وتجاوزت الحد فيه ،حيث غيبت قرابة 80%من التاريح الوطنى ،الحافل بالجميل،واختزلته فى رسفات عابرة لاتمثل الكثير!بالنسبة للتاريخ.
وعلى اديم هذه الارض قامت خمس حضارات،ولكن وبسبب ماسلف فان هذه الحضارات تجهلنا ونجهلها،وعمل"مؤرخونا"او"مثقفونا" بكل جهد على نكرانها،ولكنهم عجزوا رغم مجاهدتهم الى حد اليوم،وان كان تاريخ تلك الحضارات بقي خاما الى حد اليوم.
ولم تبقى حضارة اودولة الا كانت لها صلة او اثر بالنسبة لنا الا الحضارة او الدولة العثمانية،او التركية.
لم يصل تأثير الدولة العثمانية الى المغرب العربي الا فى اوخر عمر تلك الدولة وتوقف تأثيرها فى القيروان،ولم يتجاوزهأ قيد انملة مطلقا
ويعود ذلك لاسباب موضوعية وذاتية،حيث كانت الجزائر والمغرب فيها دول قائمة ورفضت بكل قوة الوافد الجديد،الذي ابتلع العديد من الدول على طريقه.
اما عن بلاد الملثمين او بلاد شنقيط او شنجيط او المرابطين او المغافرة ،سميها ماشئت،فكانت كالقلعة المحصنة التى لاتخترقها السهام،حيث تقف الصحراء دونها من الشرق وتقف الجزائر والمغرب دونها من الشمال بسبب رفضهما دخول الوافد التركى مطلقا.
وبقيت الارض التى اقرت الاسم الذي اطلقه المستعمر الفرنسي،او قبله البرتغالى(موريتانيا)،بعيدة وعصية على الدولة العثمانية،وحتى على الدول المجاورة فى المغرب والجزائر،ما جعلها خزانا نادرا لأبق التاريخ العربي بعصريه،الجاهلى والاسلامى وانعكس هذا على سلوك وعادات وثقافة اهلها،الى حد اليوم ،حتى الحضارة العصرية الجديدة مازالت عاجزة عن اختراق جدار هذه الارض واهلها.
وانطلاقا من هذا فاننا نرى ان محاولة ادخال خيط من القنب فى نسيج خيمة الوبر امر مستحيل ولن ينطلى على الرائي،ف"موريتانيا"لم تربطها اي علاقة ولا اثر للتاريخ العثمانى فيها او عليها مطلقا.
كتب :محمد الامين لحبيب