دعا الباحث والخبير في الشأن الأمريكي خالد الترعاني، الناخبين الأمريكيين من أصول عربية، إلى عدم تفويت التصويت في الخامس من نوفمبر القادم بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتصويت لغير الحزبين الديمقراطي والجمهوري .
وقال الترعاني في تسجيل مرئي، إنه "يتحدث بصفته الشخصية كأحد مطلقي حملة معاقبة الرئيس الأمريكي جو بايدن ولاحقا المرشحة الأمريكية كاميلا هاريس".
واتهم هاريس، بأنها "جزء من إدارة شريكة شراكة كاملة في حرب الإبادة في غزة ولبنان، والتي عرقلت كل محاولات وقف الحرب، وأن هذه الإدارة تعطي الاحتلال المزيد من الوقت للاستمرار في جرائمه".
ودعى الترعاني إلى "عدم التصويت لهاريس، ولكن هذا لا يعني التصويت لدونالد ترامب"، الذي وصفه بالفاشي والعنصري المهووس بذاته.
وذكر بأن ترامب هو من منع المسلمين من دخول أمريكا، وأنه أول رئيس أمريكي ينقل سفارة بلاده من (تل أبيب) إلى القدس المحتلة.
ودعا الترعاني إلى "وقف احتكار الجمهوريين والديمقراطيين للمشهد السياسي في الولايات المتحدة، والتصويت لجيل شتاين عن حزب الخضر، أو كورنيل ويست عن حزب الشعب".
وفي حديث خاص مع "قدس برس" يعتقد الترعاني، أن الرسالة مهمة خاصة للجاليات العربية المسلمة في الولايات المتأرجحة.
وأضاف هي "رسالة لكل الأمريكيين طبعا، ولكن بشكل رئيسي رسالتي موجهه للعرب والمسلمين في الولايات المتأرجحة، وأعتقد أنه لدينا أصوات كافية في الولايات المتأرجحة مثل ولاية ميشيغان، وولاية جورجيا وحتى ولاية ويسكونسن وبنسلفانيا".
وأمل الترعاني أن يكون عدد من الأصوات التي ممكن أن تؤثر بشكل أو بآخر على التصويت في هذه الولايات خصوصاً، مشيرا أن الفارق بين المرشحين ضئيل جداً والمعركة غير محسومة هذا من جهة ، ومن جهة أخرى هذه الحالة السياسية مستقرة لدرجة يصعب تغييرها أو التأثير عليها.
ولفت إلى أن "قضية احتكار الحزبين للسياسة إما ان يكون الرئيس من الحزب الجمهوري او الديموقراطي ولا خلاف بينهم أو ليس هناك اختلاف كبير بينهم خصوصاً في الموضوع الفلسطيني فهي هذه الإشكالية.
وأشار إلى أن "الحزبين يختلفون على أشياء كثيرة مثل قضية أوكرانيا ويختلفون تماما على قضايا بالنسبة لأوروبا وبالنسبة للحروب التي تخوضها أمريكا، ولكن الإشكالية عدم وجود اي اختلاف بينهم في الموضوع الفلسطيني، وفي تأييدهم للاحتلال الإسرائيلي والإبادة الجماعية، وأن هناك توافق شبه كامل بين الحزبين".
وأوضح أن "الحالة الأمريكية قضيه تراكميه في النهايه والتغيير لا يحدث بشكل مفاجئ، وأن الشعب الفلسطيني، دفع ثمنا باهظا جدا نتيجة الحالة التراكمية في السياسة الأمريكية، والتي يتطابق فيها الحزبين الجمهوري والديمقراطي في دعمهما اللامتناهي للاحتلال".
وحول إمكانية تشكيل لوبي عربي إقتصادي يمكن أن يؤثر على دفة صانع القرار الأمريكي أوضح الترعاني، أن هذه الجهود موجودة وأيضا هذه القضية مسألة تراكمية بمعنى أن ما كنا نعمله قبل عشرين سنة غير الذي نعمله الآن.
ولفت إلى أن "تنامي عدد العرب والمسلمين المشاركين والمنتخبين قبل 20 سنه أو قبل 25 سنة، فكان مثلا هناك مسلم واحد في ولايه نورث كارولاينا يحق له الانتخاب، أما الآن لدينا عشرات العرب والمسلمين يحق لهم الانتخاب في ولايات مختلفه وفي مجالس محلية أيضا".
وشدد على أن "تشكيل اللوبي العربي لابد أن يخرج من رحم المجتمع نفسه حتى يكون فعالا وقادرا على أن يحدث تغيير وحتى هذه القضية نرى أنها في تزايد مضطرب".
ويرى أنه منذ عام 2006، أسفرت كل انتخابات رئاسية، عن تغيير فى ميزان القوى فى واشنطن، باستثناء عام 2012، سواء كان هذا بتغيير حزب ساكن البيت الأبيض، أو الحزب المسيطر على مجلس الشيوخ، أو النواب. وفى 2024، فإن كل الخيارات مطروحة، ويبدو أن الجمهوريين على وشك الاستحواذ على سيطرة مجلس الشيوخ من الديمقراطيين، حتى لو كان بفارق بسيط. بينما فى مجلس النواب، يصارع الجمهوريون من أجل حماية أغلبيتهم البسيطة فى ظل هجوم من الديمقراطيين