دعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) يوم الثلاثاء إلى هدنة مؤقتة للسماح للسكان بمغادرة مناطق شمال قطاع غزة في وقت يقول فيه مسؤولون صحيون إنهم يعانون من نقص الإمدادات اللازمة لعلاج المرضى الذين أصيبوا في الهجوم الصهيونى المستمر منذ ثلاثة أسابيع.
وقال المفوض العام " لازاريني "إن الوضع الإنساني وصل إلى مرحلة رهيبة، مشيرا إلى أن الجثث ملقاة على جوانب الطرق أو مدفونة تحت الأنقاض.
وأضاف مدير الوكالة في بيان على منصة التواصل الاجتماعي إكس “الناس في شمال غزة ينتظرون الموت وحسب… يشعرون بالنبذ وفقدان الأمل والوحدة”.
وقال"لارازينى" “أدعو إلى هدنة على الفور، حتى ولو لبضع ساعات، لتوفير ممر إنساني آمن للعائلات التي ترغب في مغادرة المنطقة والوصول إلى أماكن أكثر أمنا”.
وتزامنت الدعوة مع وصول وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الأرض المحتلة للقاء رئيس عصابة الارهاب الصهيونية بحثا عن سبل لإحياء محاولات التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، عقب استشهاد يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) قبل نحو أسبوع.
وتدعى واشنطن علنا انها تطالب بأن تسمح الاحتلال بدخول مزيد من الإمدادات الإنسانية إلى شمال غزة.
وتقول الاحتلال الغاشم إنه يسمح بدخول عشرات من شاحنات المساعدات، فضلا عن تسهيل وصول المساعدات جوا، لكن مسؤولي الصحة الفلسطينيين يقولون إنه لم تصل إليهم أي مساعدات.
وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، التابعة لجيش الإحتلال والتي تشرف على المساعدات والشحنات التجارية إلى غزة، يوم الثلاثاء إن 237 شاحنة محملة بمساعدات إنسانية، بما في ذلك الغذاء والمياه والإمدادات الطبية ومعدات المأوى من الأردن والمجتمع الدولي، تم نقلها إلى شمال قطاع غزة خلال الأيام الثمانية الماضية.
وقال الجيش الإحتلال إن المساعدات تم نقلها بعد فحص أمني دقيق. وأضاف أن إسرائيل “ستواصل العمل وفقا للقانون الدولي لتسهيل وتيسير الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة”.
وقال مسؤولون صحيون يوم الثلاثاء إن القوات الصهيونية قتلت أكثر من 20 شخصا.
وأضافوا أن جثث عشرات الأشخاص الذين قتلهم العدو متناثرة على الطرق وتحت الركام وأن فرق الإنقاذ لا تستطيع الوصول إليها بسبب استمرار الضربات الجوية.
وقال مدير عام وزارة الصحة في غزة منير البرش، المتواجد حاليا في شمال غزة، “هناك الكثير من الجرحى استشهدوا أمامنا ولم نستطع تقديم المساعدة لهم”.
وأضاف البرش في بيان “لا يوجد لدينا أكفان للشهداء وناشدنا الأهالي بالتبرع بالأقمشة العادية”.
ويدعى الجيش الإحتلال، الذي شن هجوما على جباليا المجاورة هذا الشهر، إنه ينفذ عمليات إخلاء للناس عبر الطرق المحددة ورصد عشرات المسلحين بين المدنيين المتجهين جنوبا.
وحلقت طائرات صهيونية مسيرة فوق الرؤوس مطالبة الفلسطينيين بإخلاء المناطق المحيطة ببلدة بيت لاهيا القريبة من خط الحدود حيث انطلق الهجوم الذي بدأ حول منطقة جباليا القريبة الواقعة باتجاه الجنوب في وقت سابق من الشهر.
ويخشى كثيرون من الفلسطينيين أن يكون إخلاء البلدات الشمالية جزءا من خطة صهيونية لتفريغ المنطقة من سكانها لإنشاء منطقة عازلة تمكن العدو من السيطرة على غزة بعد الحرب.
وينفي جيش العدو أن تكون عمليات الإخلاء جزءا من أي خطة أوسع قائلا إنه ينقل الناس لعزلهم عن مقاتلي حماس.
وقال جيش العدو إن القوات هدمت أنفاقا وغيرها من البنى التحتية في بيت لاهيا.
وقال سكان محليون إن القتال يقتصر على ما يبدو على هجمات الكر والفر التي تشنها مجموعات صغيرة من مقاتلي حماس، وقال أحد الفلسطينيين في المنطقة عبر تطبيق واتساب “مش قتال حقيقي أو نزال متكافئ”.
وقال الجناحان المسلحان لحركتي حماس والجهاد الإسلامي إنهما هاجما قوات بالصواريخ المضادة للدبابات وقذائف الهاون.