استطاع الرئيس الموريتانى بحنكة ان يذيب جليد المعارضة،ويزيل اخذية الموالاة، وروض الجميع بطريقة اكثر من ذكية.
عندما اعتلى الرئيس محمد ولد الغزوانى عرش القصر الادخن،وترأت له الساحة وتكشفت،وضع شراكا امام القصر ووزع السنارات مع الطعم فوق مكتبه، وبدأ باستقبال قادة المعارضة فرادى، ولم يوفق اي منها فى الخروج سالما دون ان يبتلع سنارة خيطها موصل بمكتب الرئيس.
وسار الرجل على تلكم الطريقة،وبدأت ابواق المعارضة تزمجر بأهازيج واغانى وقصائد تمجد الرجل، وتمدحه دون ان يتذكروا انهم قادة معارضة، وان على المعارضة اخذ مسافة من النظام والتعفف عن لعق اوانيه.
وفى المقابل بدأت شعبية المعارضة تتأكل وشعبية النظام تتأكل على حد سواء، ولعبت الدولة العميقة ادوارا كبيرة فى هذا الاتجاه،اولا من اجل القضاء على شوكة المعارضة، وثانيا من اجل ترويض الرئيس وشد الرحل عليه، حتى يكون بين الايدي واللبيب تكفيه الاشارة، يفعل ما يؤمر به دون تفكير او تردد.
ودورت الدولة العميقة كل فاسد وخطير، وجعلتهم سوارا للرجل،واصبحت تختار له حتى ما يقرأه مما يكتب فى الصحف وماينشر على العالم الافتراضى،والرسائل التى وجه له، وتختار له مرافقيه فى السفر وعند القيلولة، وفى المنزل حتى.
وعندما تجرعت المعارضة نتيجة افعالها،فى الانتخابات التشريعية والبلدية2023،دخل من جرد منها من ملابسه باب القصر الجمهورى وركعوا مرتين،وتولت البقية تعض اناملها حسرة على مافعلت بانفسها اربع حجج دون ان تدرك انها تسير فى الطريق الخاطئ.
وبهذه النتيجة المؤلمة للطرفين يتقدمان الى انتخابات رئاسية فى منتصف السنة الجارية2024,برصيد شعبي فى الحضيض.
وبكل تأكيد سيفوز رئيس الجمهورية فى الانتخابات ليتأبط مأمورية ثانية،ولن تحصل المعارضة فى الكعكة الا على مابقي من ماء فى خفي حنين.
المعارضة لايجمعها من قواسم الا كلمة"معارضة"،نفس الجشع الذي قادها للانتحار على بوابة القصر الرئاسي، هو نفسه الذي يحكمها،وهى تريد نصيبا من الكعكة، وكل احزابها باتت اليوم تدرك جيدا انها لن تحكم يوما،ثم انها لايمكن ان يجمعها تحت ظل واحد الا الكلمة"معارضة".
ويرجع ما قلناه الى اسباب موضوعية، وهى:١- ان المعارضة انتحرت حين لعقت اوانى القصر ،ثم ان الدولة العميقة،تخيط ثوب الحاكم وتضع له مقاسات، وهذه ليس فى المعارضة الحالية من يمكنه ارتداء ذلك الثوب.
٢-وترجع الاسباب الذاتية الى المعارضة نفسها،فهى فى الاصل ليست معارضة ديمقراطية أواحزابا تمتلك مشاريع دولة،وتسعى الى السلطة،باقدام راسخة وعمل ميداني مشرف ومنحاز للشعب وعلى الاخص الطبقة المطحونة ماديا،ولم تقف يوما مع الشعب ولا مع الطبقة المطحونة، لا فى الشارع ولا فى البرلمان ولا فى الاعلام،ولا فى المواساة والتعزية وذلك اضعف الايمان.
وهنا وجب القول :على المعارضة ان تسابق الريح وتوالى